إبراهيم البارقي يكتب:”للنصراويين.. تم التأجيل”

طارت الطيور بأرزاقها بهذه الجملة ودّع جمهور النصر العالمي” موسمًا رياضيًا للنسيان، بعد سلسلة من الأماني التي ذابت على صفيح المنافسات الساخنة وتبخّرت عقب الخروج والتنازل عن جميع الألقاب،وتم تأجيل أفراح النصراويين إلى الموسم القادم كالعادة، تحت بند الوعود المتكررة التي تتردد كل عام، وكان آخرها تلك التي أطلقها الرئيس التنفيذي الأستاذ ماجد الجمعان،بعد الخسارة من كواساكي الياباني وفقدان النخبة التي كانت قاب قوسين أودنى.
ليخرج الجمعان مواعدا الجماهير النصراوية بتحقيق البطولة الآسيوية في النسخة القادمة، قبل أن يضمن التأهل لأي منها.
تغريدة الجمعان المحمّلة بالأحلام الوردية لعشاق فارس نجد مرّت كخبر عابر، لا تحمل أكثر من جرعة تهدئة بلا مضمون تأكدت أكثر بعد كسب جولة التقاضي والحصول على النقاط الثلاث من العروبة التي فتحت أفق الأمل مرة أخرى في حال خسر الهلال مواجهة القادسية الحاسمة بشرط تجاوز النصر للفتح ولكن لم تتحقق تلك التطلعات فقد فاز الهلال وخسر النصر النزال بسيناريو محبط اطفأ كل الأنوار في مسرح المنافسات .
منذ بداية الموسم، عاش النصراويون على وقع التطلعات الكبيرة، مع رفع سقف الطموحات إلى أعلى درجاته، ودار الحديث عن منافسة مرتقبة على كافة الجبهات. لكن ما حدث على أرض الواقع كان مغايرًا تمامًا، حينما تعددت الإخفاقات على طريقة المقولة القديمة “لم ينجح أحد”، ليخرج الفريق خالي الوفاض.
في المقابل استمرت الإدارة النصراوية في مقاومة الغضب الجماهيري، وسط تساؤلات متزايدة حول ما يحدث، وأين الخلل؟ دون اتخاذ حلول جذرية تنقذ ما يمكن إنقاذه، متجاهلة حالة التراجع الواضح في هوية الفريق، وانعدام الاستقرار، في ظل وجود أسماء جاءت من أوروبا بعد خروجها عن الخدمة، وأصبحت غير مرغوب بها.
وقد أُحيطت هذه الاسماء بالكثير من الجدل، عند جلبها لناد النصر وعلى رأسها قويدو وهيرو، ثم التحق بهما المدرب الإيطالي بيولي، حيث لم تُضف تلك الاسماء سوى مزيد من الضبابية في التوجه، وكأن كل طرف يعمل وفق قناعاته الخاصة، بعيدًا عن المسار الصحيح.
مطالبات الجمهور النصراوي المبكرة برحيل قويدو وهيرو، وامتعاضه من تولي المدرب بيولي مهمة القيادة الفنية للفريق، كانت مبررة لعدة أسباب، ظهرت جليًا بعد فوات الأوان، عندما غاب العمل المهني في ترتيب أوراق الفريق على كافة الأصعدة الفنية، والإدارية، والتعاقدية، وكان العنوان الأبرز لجمهور النصر هو تقبل النتائج مهما كانت، دون أن يلقَ إجابة مقنعة عن أسباب التراجع، أو خطة واضحة للعودة إلى الطريق السليم.
المؤلم في المشهد النصراوي لا يكمن في غياب البطولات فقط، بل في غياب الإحساس بوجود عمل فعلي يُبنى عليه المستقبل. فالموسم انتهى، لكن الأسئلة ما زالت قائمة، والإجابات مؤجلة، والجمهور، كما في كل عام، هو من يدفع ثمن التناقض بين الأقوال والأفعال.
اليوم وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها، هل مازال جمهور النصر يترقّب موسمًا آخر، ووعدًا جديدًا… في رحلة لا تزال فيها البطولات قيد الانتظار، وأقرب إلى “تم التأجيل”.