بندر الفليت يكتب:” القادسية والتاريخ”

يدخل القادسية منعطفًا هامًا وتاريخيًا عندما يلتقي شقيقه نادي الاتحاد على كأس خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وذلك ختامًا لموسم صعب جدًا على الأندية السعودية، تُوِّج من خلاله مؤخرًا الاتحاد ببطولة روشن للدوري السعودي.
ويدخل القادسية المباراة في ظل تغيّرات جذرية كبيرة، تتمثل في استحواذ شركة أرامكو على النادي، وتغيّر كلي في الفكر والدعم المالي عن السابق، إلى جانب وجود عدد كبير من النجوم في الفريق الذين يعملون وفق منظومة منظمة شاهدناها خلال هذا الموسم، سواء من خلال تحقيقه مركزًا متقدمًا في الدوري أو وصوله لهذه المباراة النهائية.
القادسية أمام فرصة لكتابة تاريخ جديد يختلف كليًا عما سبق؛ ففي حال تحقيقه لهذه البطولة الغالية على الجميع، والتي تحمل اسمًا عزيزًا وبرعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين، وبحضور سمو ولي العهد، فإن القادسية سيفتح أبوابًا جديدة وعهدًا جديدًا ليحلق في سماء البطولات وعلى كافة الأصعدة، خصوصًا إذا ما شاهدنا العمل الاحترافي والبصمة الدقيقة في القرارات التي تتخذها المنظومة الإدارية، والتي تعمل بفكر جديد وبشغف لتحقيق نتائج تفوق الأهداف المرسومة والخطة التي بُني عليها الفريق هذا الموسم.
أبناء الخبر، سواء كانوا محبين أو منتمين أو غيرهم، يرون في فريقهم أنه قادر على تحقيق انطلاقة جديدة ومختلفة عما سبق، إيمانًا بما يرونه من عمل داخل النادي. وقد أكّد ذلك العديد من رؤساء النادي السابقين، أو حتى أعضاء الشرف، وكل من هو قريب من النادي.
ولتحقيق هذه المعادلة، فإن الكرة الآن في ملعب لاعبي القادسية والجهاز الفني، بعد ما تم توفيره من مناخ صحي وإمكانيات عالية تجعل الفريق قادرًا على تحقيق هذه البطولة، لتكون باكورة بداية جديدة للقادسية، بعدما كان يمر في مرحلة تذبذب بالمستوى، ويدخل في نفق الصعود والهبوط لعدة مواسم سابقة.
يمتلك القادسية، كما ذكرت، لاعبين مميزين وأصحاب خبرات كبيرة سابقة في الدوريات الكبرى، إلى جانب لاعبين من العنصر المحلي أثبتوا جدارتهم بوجودهم في التشكيلة الأساسية للفريق، لذلك فهم مهيأون بقوة لتحقيق الفوز متى ما استطاعوا تسيير المباراة بهدوء واحترام الفريق المقابل، فريق الاتحاد، ذلك الفريق البطل والمتمرس، والذي يتسلح بجمهوره الذي لا يهدأ وبالنجوم العالميين الموجودين في صفوفه.
لذلك، إذا ما أراد القادسية كتابة تاريخ جديد ويصبح رقمًا صعبًا في خارطة الأندية السعودية التي تنافس على الألقاب، فعليه تحقيق اللقب، ليكون الدافع الأول لإعلان أن الفريق قادم بقوة لتحقيق المزيد من البطولات المحلية والآسيوية، متسلحًا بجميع العوامل المؤثرة التي تساعده على المواصلة بهذه المستويات الفنية العالية.
نتمنى أن نشاهد نهائيًا كبيرًا، يحظى بحضور جماهيري واسع، ورعاية كريمة تميز هذا النهائي، والذي – بإذن الله – يبرهن فيه الفريقان على تقدم الكرة السعودية، وما يُقدَّم لها من دعم غير محدود من عرّاب الرؤية المستقبلية، سمو ولي العهد – حفظه الله -، وتقديم مستوى مشرف يشاهده ملايين المتابعين من خلال النقل التلفزيوني عبر مختلف المحطات الفضائية في العالم.