يعقوب أدم يكتب:” خواطر سريعة”

في نادي الاتحاد يوجد موظف سوداني يُدعى كمال أبشر، أو كمال الدولي كما يحلو للجميع مناداته. هذا الرجل سلخ أكثر من نصف عمره في خدمة نادي الاتحاد، عميد الأندية، كمترجم للغة الإنجليزية والفرنسية؛ حيث عمل مع عشرات المدربين الذين تعاقبوا على قيادة الفريق الاتحادي. وكان كالشمعة التي تحترق لتضيء دياجير الظلمة؛ فالرجل يتقن عمله بصورة يحسده عليها الكثيرون، وكان عراب نادي الاتحاد منصور البلوي يعتبره ساعده الأيمن. وحتى عندما غادر السيد منصور البلوي أسوار نادي الاتحاد، ترك وصية غالية قال فيها للاتحاديين: «خلوا بالكم من الدولي ولا تفرطوا فيه، وعضّوا عليه بالنواجذ – آخر الأضراس – فهو المترجم، وهو الموظف، وهو العامل، وهو المشجع الذي لا يرضى في الاتحاد لومة لائم.»
ولذلك، فلا غرابة أن كرّمته جماهير العميد الوفية، التي ردّت الدين لأهل العطاء، وهي تحمل صورته في مدرجات ملعب الجوهرة ليلة النهائي الأكبر الذي جمع بين الاتحاد والقادسية. فكانت لفتة بارعة تستحق التقدير، أكدت من خلالها جماهير العميد المعطاءة بأن أي رجل يقدم جهد المقل لعميد الأندية يستحق أن نقول له: «أحسنت.» فهنيئًا للدولي كمال أبشر بحب جماهير الاتحاد، وهنيئًا للاتحاديين بهذا الرجل الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة العميد على مدى 43 عامًا من عمر الزمان.
المنتخب السعودي يلعب مباراة مهمة للغاية أمام نظيره المنتخب البحريني في استاد البحرين الوطني. ويدخل المنتخب السعودي إلى ملعب المباراة طمعًا في الفوز، والفوز وحده، وصولًا للنقطة الثالثة عشرة، ليتساوى مع المنتخب الأسترالي إذا خدمته ظروف لقاء اليابان وأستراليا وحقق فيها المنتخب الياباني الفوز لكي يصل للنقطة 23. والمباراة لن تكون سهلة؛ فهي تحتاج إلى مزيد من البذل والعطاء ونكران الذات. وسيسعى المنتخب البحريني إلى حصد النقاط لتحسين صورته بعد أن توقف رصيده على 6 نقاط.
نادي الاتحاد، عميد الأندية السعودية، سيكون الرقم الصعب في النسخة القادمة من دوري أبطال آسيا للنخبة؛ فالفريق لديه الطموحات العالية التي تجعله قادرًا على أن يقول كلمته داوية مسموعة، فأمسكوا الخشب.