مقالات رأي

غرم الله الزهراني يكتب:” ادعموا ممثل الوطن الأهلي”

 

 

بينما تتجه أنظار القارة نحو البطولات الكبرى، يُقبل نادي الأهلي السعودي على استحقاق قاري بالغ الأهمية، لا يقل في قيمته التنافسية والرمزية عن كأس العالم للأندية، وهو ما يفرض على الجميع، من مؤسسات رياضية وداعمين ومحبين، أن يقفوا صفاً واحداً خلف ممثل الوطن في هذا المحفل الكبير.

 

الأهلي لا يدخل هذه البطولة بصفته مجرد نادٍ مشارك، بل بصفته واجهة للمملكة، وسفيراً للوطن، وصوتاً رياضياً يعكس صورة الاحترافية والطموح السعودي على المستوى القاري والدولي. وقد أثبت الأهلي في مناسبات سابقة قدرته على خطف الأنظار، ولفت انتباه المتابعين من مختلف أنحاء العالم، لا سيما في ظهوره اللافت بعد عودته من رحلة آسيا متزعماً القارة الصفراء، وما تبع ذلك من تطور ملموس في الأداء والتنافس.

غير أن حجم المنافسة القادمة يتطلب ما هو أكثر من الطموح؛ فالبطولات القارية لا ترحم، ولا تنتظر من يتأخر في الاستعداد، وهي معترك صعب لا يمكن النجاح فيه دون دعم فعلي ومباشر يليق بحجم المهمة وشرف التمثيل.

 

دعم بحجم المرحلة

 

كما جُنّد كل شيء لدعم الهلال في مشاركته بكأس العالم للأندية، وهي تجربة وطنية نفخر بها، فإن الأهلي اليوم يستحق ذات الحفاوة، وذات الرعاية، بل وربما أكثر؛ فاستحقاقه يأتي في وقت أصبحت فيه الكرة السعودية محط أنظار العالم، وارتفعت فيه سقوف التطلعات، وصار التمثيل الخارجي لا يقبل أنصاف الحلول.

 

ولعل السؤال الذي يُطرح الآن: هل يُعقل أن يُترك الأهلي وحده في هذا التحدي؟

هل نخاطر باسم الوطن ونترك ممثله يصارع بلا تسليح كافٍ، ودون خطة تجهيز متكاملة؟

 

الجماهير لا تطالب بالمستحيل، بل تطالب بعدالة الدعم، وإنصاف النادي الذي سيقف باسم المملكة في أصعب ميادين التنافس القاري. واللافت أن هذا الصوت لا يأتي من جماهير الأهلي فقط، بل من متابعين كُثر يرون في النادي مشروع تمثيل مشرّف إذا توفرت له المقومات.

 

مسؤولية وطنية قبل أن تكون رياضية

 

اليوم، المسؤولية لا تقع على إدارة الأهلي وحدها، بل هي مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع:

وزارة الرياضة، صندوق دعم الأندية، الإعلام الرياضي، والرعاة الكبار.

فالفريق الذي يمثل المملكة في الخارج لا بد أن يُدعم بما يعادل حجم المنافسة، ويُجهز ليكون نداً وفارساً لا مجرد مشارك.

 

إن المشهد الرياضي السعودي اليوم يُكتب بحروف ذهبية، وما زال الطريق مفتوحاً لمزيد من الإنجازات. فقط نحتاج إلى أن نمنح ممثلينا الأدوات التي تمكنهم من كتابة التاريخ.

 

كلمة أخيرة

 

الأهلي لا يطلب دعماً خاصاً، بل دعماً مستحقاً.

ولن يكون هناك فخرٌ أعظم من أن نرى النادي، الذي يمتلك الملايين من الجماهير، وهو يرفع اسم الوطن عالياً في قارة آسيا، متسلحاً بجمهوره، وتاريخه، ودعم لا محدود من وطن لا يرضى بغير الصدارة.

 

فليكن الأهلي أولوية؛ فهو اليوم صوتنا في الخارج، وواجهة طموحاتنا القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com