إبراهيم البارقي يكتب “شركة النصر والخلل”

ابتداءً اهنئكم بعيد الأضحى المبارك وكل عام ووطنا وقادتنا والشعب السعودي والعربي والاسلامي بالف خير وامن وامان واستقرار .
انتهى الدوري وبدأت رحلة استعداد الأندية للموسم الرياضي القادم، في سباق محموم نحو تحقيق البطولات داخليًا وخارجيًا.
محور حديثي عن ناد النصر الذي يبدو أنه حتى الآن ليس على ما يرام، ويواجه بعض التحديات التي تطالب الجماهير النصراوية بمعالجتها بأهمية بالغة، لا سيما مع مرحلة التوجه الحالية نحو تخصيص القطاع الرياضي.
هذه المرحلة انطلقت بداية مع صندوق الاستثمارات العامة بعد أن استحوذ على الأندية الكبار الأربعة بنسبة 75٪، وتأتي ضمن رؤية الدولة -حفظها الله- لفتح مجال استثماري غير مسبوق، ودخول عالم التخصيص الرياضي في المملكة العربية السعودية، وقد رحب المجتمع الرياضي بهذه الخطوة الرائدة، واعتبرها مرحلة مختلفة ونقلة نوعية للرياضة، ورافدًا تنمويًا وتطويريًا وحضاريًا يسهم في رفع مستوى وحضور الرياضة السعودية وصقل المواهب الشابة لتمثيل الوطن في أقوى المحافل العالمية.
صندوق الاستثمارات العامة من وجهة نظر خاصة كان من المفترض أن يعمل برؤية شاملة ترتكز على المخرجات والنتائج ومؤشر النجاح، عبر قياس النجاحات المكتسبة ومعالجة جوانب الإخفاق لبعض الأندية وفق خطته الاستراتيجية في تهيئة الأندية التي استحوذ عليها للاستثمار والتخصيص،إلا أنه وقع في بعض الإشكاليات، وخصوصًا مع نادي النصر، النادي الجماهيري، حيث ظهرت فجوة ملحوظة بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة نادي النصر من حيث اختيار الكفاءات الإدارية والفنية.
هذه الفجوة ساهمت في عدم الرضا بشأن اختيار الشخصيات المناسبة التي تتماشى مع طموحات النادي وتاريخه، ما أدى إلى تأثير سلبي على استقرار النادي وأدائه، وكذلك على جودة القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبل النادي وحضوره المأمول في المنافسة على البطولات.
أحد الأخطاء الرئيسية تمثل في اختيار المدير التنفيذي والمدير الرياضي، اللذين لا يملكان خلفية جيدة أو تجربة ثرية في سجلهما الرياضي، ناهيك عن السمعة غير الجيدة التي يتداولها الوسط الرياضي، وتحديدًا الإيطالي جويدو. هذا الاختيار أثر على علاقة النادي بجمهوره، ولم يُلبِّ الطموح الجماهيري الذي ارتبط ارتباطًا حقيقيًا بتاريخ نادي النصر، مما أدى إلى حالة من الغضب ومطالبات مستمرة باتخاذ قرارات استراتيجية تواكب حجم ومكانة هذا النادي العالمي العريق.
ما يحدث في نادي النصر يحتاج إلى مراجعة من صندوق الاستثمارات لتحديد الخلل في شركة نادي النصر، التي لم تنجح في اختيار كفاءات إدارية توافقية من جميع النصراويين. ومن الضروري أن تكون الاختيارات من قلب البيت النصراوي، خالصة الميول والانتماء.
عدم الاستقرار الإداري والفني في النصر يعود إلى تعدد الإدارات والمدربين في فترة قصيرة، بينما الحل بسيط جدًا ويتمثل في اختيار أعضاء الشركة من أبناء النصر المعروفين، وهم من يمكنهم تحمل المسؤولية.
التغييرات المستمرة في القيادة أثرت سلبًا على بناء هوية النادي، حيث لم تكن هناك رؤية واضحة أو استراتيجية طويلة المدى. كانت القرارات تُتخذ في بيئة غير مستقرة، مما عطّل القدرة على تحقيق نتائج إيجابية، وزاد من صعوبة التكيف مع التحديات على المستويين الفني والإداري. هذا التغيير المستمر كان له تأثير سلبي على تناغم الفريق وأداء اللاعبين، الذين كانوا يتعاملون مع تعدد الخطط والتوجهات في فترة زمنية قصيرة، مما أثر على انضباط الفريق وأدائه في المباريات.
جماهير النصر، التي تمتلك شغفًا عميقًا بالنادي، أصبحت أقرب إلى فقدان الثقة في قرارات الإدارة بسبب غياب الشفافية والتواصل الفعّال. كان من المفترض أن يُختار إداريون يمتلكون فهمًا عميقًا للنادي وثقافته، بالإضافة إلى تجارب ناجحة في بيئات مشابهة.
من وجهة نظري، ولضمان النجاح المستدام، من الضروري التركيز على الاستقرار الإداري والفني من خلال اختيارات تعزز التوافق بين الكفاءات المختارة وهوية النادي ورؤيته المستقبلية.
كما يجب إعادة تقييم شاملة لاختيارات الإدارة، مع الحرص على وجود رؤية موحدة تأخذ بعين الاعتبار تطلعات الجماهير وتاريخ النادي، مع ضرورة بناء جسور من الثقة بين الإدارة والجماهير لضمان مستقبل أكثر استقرارًا ونجاحًا.