شيخ المعلقين يكتب:”أزمة تنس الطاولة العالمية بلورت ثوابت مصر والمصريين في نصرة كل ما هو عربي”

زاد الحديث من خلال منظومة الـ ITTF (الاتحاد الدولي لتنس الطاولة) عن (منصب الرئيس) باعتباره من نصيب السويدية (بيترا سورلنج)، في حين أن الأمر (لم يُحسم بعد)، وأن الاتحاد القطري (الشقيق) قد قدّم عدة شكاوى وتساؤلات تتطلب تحقيقات، وتستلزم إجابات واضحة وصريحة، ومقننة، بخصوص التجاوزات الفجة في عملية التصويت الإلكتروني (أون لاين)، التي بدأت بالإعلان عن وجود 16 دولة تصوّت عبر الإنترنت، رفقة أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي الموجودين فعليًا داخل قاعة الانتخابات، وعددهم 185 دولة، ليصبح إجمالي الأصوات 201 صوت… وبعد أن انحازت عمومية الاتحاد الدولي (الحاضرة) واختارت الهادئ المتزن صاحب الأربعين عامًا من الخبرة الإدارية بـ98 صوتًا، بينما حصلت صاحبة الشو الإعلامي والأربع سنوات في الإدارة الدولية على 87 صوتًا، كان من المفترض أن يُعلن عقب هذه النتيجة مباشرة، وخلال (دقيقة أو دقيقتين) على الأكثر، نتيجة أصوات الدول الـ16 الحاضرة عبر الدوائر الإلكترونية (أون لاين)، لأنهم صوتوا في نفس التوقيت.
إلا أنه (ولأسباب غير معروفة أو مفهومة) تأخر إعلان نتيجة التصويت الإلكتروني لمدة 40 دقيقة تقريبًا، ثم جاء الإعلان عن هذا التصويت (ناسفًا لإرادة الجمعية العمومية الحاضرة)، إذ حصلت بيترا سورلنج على 17 صوتًا (إلكترونيًا) مقابل 4 أصوات فقط للمهندي، فحوّل هذا الأمر النتيجة إلى فارق صوتين لصالح الأوروبية لتصبح إجمالي أصواتها 104 أصوات مقابل 102 صوتًا لمرشح العرب. وبهذا أصبح إجمالي الأصوات قد تحرّك من الرقم المعلن عنه رسميًا قبيل بدء الاقتراع (201 صوت) إلى 206 أصوات (دون إعلان أو مبرر)، وكان هذا بسبب ارتفاع التصويت الإلكتروني (سرًا) من 16 دولة إلى 21 دولة.
ولم ينجح القائمون على العملية الانتخابية في شرح كيف حدث ذلك، وما هي الدول الخمس، ومن هم الأشخاص الذين مثّلوها، فاضطر المسؤولون عن الجمعية العمومية إلى رفع الجلسة وتعليقها، وعدم استكمال بنود الاجتماع، ومن أهمها انتخاب خمسة نواب للرئيس، وهو المنصب الذي لم يُحسم بعد. وكان هذا التعليق للاجتماع (برمته) لإعطاء الجميع فرصة (تبرير ما حدث)، ردًا على المتضررين من هذا التجاوز الفج الذي غيّر اتجاه النتيجة تمامًا، أو (الاعتراف بالخطأ)، ومحاسبة المخطئ، وإعادة الانتخابات (كاملة).
وهنا يا سادة .. الطامة الكبرى والكـارثة الحقيقية .. فنحن بالتأكيد لا نتحدث عن (مكسب وخسارة) فهما سمتان مرتبطتان بالعملية الرياضية أولًا، والعملية الانتخابية ثانيًا، ولكننا نتحدث عن ما هو أكبر وأهم وأعمق من فوز مرشح وخسارة آخر.
نحن نتحدث عن النزاهة والشفافية في المعتركات الرياضية، خاصة الدولية، والتي من المفترض أن تمثل (النموذج والقدوة) لكل الاتحادات المحلية والإقليمية في العالم.
نحن نتحدث عن واحد من أكبر وأضخم الاتحادات في العالم، يبلغ عدد أصواته الرسمية 228 دولة.
نحن نتحدث عن تزييف (فج وعلني) لإرادة الجمعية العمومية، (صاحبة الحق الوحيدة) في اختيار المجلس الذي يقود المنظومة عالميًا.
نحن نتحدث عن فقدان ثقة (حقيقية) في عملية التصويت الإلكتروني (أون لاين)، وفي الشركات القائمة عليه .. ليس فقط في عالم تنس الطاولة، ولكن ربما في العالم أجمع.
نحن يا سادة .. أمام جرح عميق للديمقراطية في الانتخابات الدولية .. إن لم يُعالَج بحرفية، فسوف ينزف دمًا طوال السنوات القادمة، يلطخ كل يد ساهمت فيه، أو شاركت فيه، ويوصم الجميع بالعار .. لأنهم لم يهزموا الجريمة الأخلاقية التي حدثت في الانتخابات الدولية.
لذا .. فقد جاء خطاب الاتحاد المصري واضحًا وحاسمًا، ومزيلاً بتوقيع اللواء أشرف حلمي (رئيس الاتحاد)، موجهًا إلى الأمين العام للـ ITTF، رافضًا رفضًا باتًا اعتبار فوز (بيترا سورلنج) هو النتيجة النهائية للانتخابات على منصب الرئيس، احترامًا للحقوق المشروعة للمرشح العربي المنافس واتحاد بلاده (الشقيق)، في أن يحصلوا على إجابات شافية ووافية لتساؤلاتهم المشروعة عمّا نسميه إعلاميًا بـ(أصوات الأشباح الإلكترونية)، التي قلبت نتيجة التصويت الفعلي، وتفعيل التحقيقات الداخلية، أو انتظار قرار المحكمة الرياضية الدولية.
.. خاصة أن هذا (موقف عالمي) وليس مصريًا أو عربيًا فقط.
.. وعلى جانب آخر .. استنفر هذا الخطاب الصادر من الاتحاد المصري إلى الاتحاد الدولي المرشح على أحد مقاعد نواب الرئيس الخمسة د. علاء مشرف .. فأصدر بيانًا ينكر فيه علاقته بهذا الخطاب أو مسؤوليته عنه، وأعلن لأول مرة (بشكل رسمي) وجوده ضمن فريق (بيترا سورلنج)، بل زاد في بيانه وأوضح أنه يعتبرها الرئيسة الشرعية للاتحاد الدولي. وهو لم يكن يحتاج إلى إصدار مثل هذا البيان، ذلك لأن عضويته بالاتحاد المحلي قد (سقطت) بانتهاء الدورة الانتخابية الدولية (رسميًا)، وبالتالي انتفاء صفته كنائب سابق للرئيس (التي وقع بها بيانه دون وجه حق)، وهي الصفة التي منحته هذا المقعد المحلي من الأساس، ولكن ربما أراد أن يكسب نقاطًا لدى (بيترا سورلنج) وفريقها، الذي أصبح الآن يعتمد عليه (كليًا) في الأصوات الانتخابية، إذ من المؤكد أنه يعلم أن هذا البيان يفقده غالبية الأصوات العربية التي ترغب في فوز (مرشح العرب)، وكذلك الأصوات الأقرب إلى العرب، وهي الأصوات الأفريقية التي في مجملها تؤيد (المهندي).
وأشار مشرف أيضًا في بيانه إلى أن (صلة النسب) التي تجمعه برئيس الاتحاد المصري لا علاقة لها ولا دخل لها بالقرار أو صيغة الخطاب المصري، في تأكيد ثانٍ منه لتأييده للسويدية!
وفي هذا الخطاب يؤكد (اللواء) أشرف حلمي الثوابت المصرية الأصيلة تجاه الأشقاء .. وأن صلة الرحم الأولى للمصريين هي (وطنهم)، ثم يأتي بعد ذلك دور (الأقرباء).
على جانب آخر .. فقد وضعت بيترا سورلنج نفسها وكذلك الاتحاد الدولي، بل والمبادئ الرياضية والأولمبية في مأزق خطير، بإعلانها (منفردة) فوزها قبل إجراء التحقيقات اللازمة، والردود المقنعة، أو حتى نظر المحكمة الرياضية لهذه الكارثة الدولية (غير المسبوقة) عالميًا، التي أفقدت العالم الثقة في التصويت الإلكتروني أون لاين.
ثاني المشكلات واللوغاريتمات التي صنعتها صاحبة الأربع سنوات في عالم الإدارة الدولية، هي تلك المخالفات مع دستور الاتحاد الدولي، الذي يقضي بإعادة الانتخابات أو استكمالها (بحسب ما تنتهي إليه التحقيقات أو حكم المحكمة الرياضية) في نفس المكان، وهو (الدوحة)، وهو ما ترفضه حديثة العهد بالإدارة .. كذلك ستصطدم بأمر آخر .. وهو: من هو صاحب الحق في تحديد الموعد الجديد للجمعية العمومية؟ إنها ليست هي يا سادة ولا موظفو الـ ITTF الذين استغلتهم برغباتها غير الشرعية. فمن يحدد موعد الاجتماع القادم؟
من هنا يا سادة .. ومن دورنا المنوط بنا في الإعلام .. لزم علينا، بعد عرض المشكلة بكل أبعادها وتعقيداتها، أن نقدم (مقترحات للحلول) حفاظًا على ما تبقى من (صورة ذهنية مهترئة وممزقة) عن نزاهة الانتخابات الدولية .. ونختصرها فيما يلي:
أولًا: أن تعتذر (بيترا سورلنج) عن مواصلة العمل الدولي التطوعي، على أن يمنحها (خليل المهندي) الرئيس الفعلي للاتحاد الدولي (رئاسة شرفية) تحفظ لها ماء الوجه.
مقترح آخر: أن تُقبل إعادة الانتخابات في الدوحة، وفقًا لدستور الاتحاد الدولي، و(دون تصويت إلكتروني)، الذي فقد ثقة العالم أجمع وليس عالم تنس الطاولة فقط.
ووعدنا معك عزيزي القارئ .. مستمر .. بالتغطية الحصرية لكل الأحداث المتعلقة بهذه الانتخابات (غير المسبوقة) حتى يتم حسمها .. وسترى معنا الأحداث الخفية والأسرار المطوية هنا على صفحات (الكأس) الرياضية.
فإعلامنا يرى من (عين الإبرة) ويمر من (ثقب الباب) ..
إلى اللقاء ..