مقالات رأي

غرم الله الزهراني يكتب:”ماذا قدم العيسى للأهلي؟

 

 

لم يكن ترشح خالد العيسى لرئاسة النادي الأهلي حدثاً عابراً أو مدفوعاً بالمجاملة

بل جاء بعد صراع انتخابي شرس خاضه مرتين على التوالي، في مشهد يعكس رغبته الحقيقية في خدمة نادي جماهيري بحجم الأهلي ورغم ذلك، لم تخلُ فترته من انتقادات حادة، بعضها اتخذ طابع المحاسبة المشروعة، وبعضها تجاوز إلى الشخصنة!

اليوم، بعيداً عن العاطفة والانفعال، نحن بحاجة لوقفة تقييم عادلة.

هل أخفق خالد العيسى في قيادته للنادي؟ وهل دفع الأهلي ثمن قرارات خاطئة اتخذها الرجل؟

وإن كانت الإجابة نعم، فالنقد حق أصيل للجماهير، بل من حقها أن تطالب بالتغيير إن شعرت بتراجع الأداء أو ضياع البوصلة.

 

ومع ذلك، لا يمكن القفز فوق إنجاز تاريخي تحقق في عهد العيسى، وهو تحقيق المنجز القاري دوري أبطال آسيا للنخبة الحلم القاري الذي استعصى على كل من سبقه في رئاسة الأهلي منذ انطلاق البطولة. هذا المنجز، وإن كان ثمرة جهد جماعي، إلا أن الرجل كان في موقع المسؤولية لحظة تحققه، ويجب أن يُسجل ذلك في رصيده.

والمنحز وطني قبل العيسى عنوانه الاهلي بطل نخبة آسيا ونجم القارة الصفراء بلا منازع .

 

العيسى ظهر في أكثر من تصريح مؤكداً أن حضوره في المشهد الأهلاوي ليس بحثاً عن منصب أو مصلحة، بل حباً في الكيان. ولكن رغم النوايا، تبقى الوعود التي أطلقها دون تنفيذ، أحد أبرز أخطاء مرحلته، حيث وضع نفسه تحت ضغط جماهيري هائل خصوصاً من جماهير تعبت من الوعود وتعرضت لخيبات متكررة مع مرور الإدارات

واصبحث ثقته مهزوزه بعد كل وعود تلاشت دون تحقيق طموح جماهير الاهلي.

 

ومع كل ما سبق، فإن المرحلة الحالية تتطلب الكثير من الهدوء والعقلانية.

علينا أن نرتقي بالنقاش، ونبتعد عن تصيّد الأسماء، أو تكبير تفاصيل صغيرة لخلق محتوى مؤقت أو ترند لا يخدم الكيان. الأصوات يجب أن تتوحد خلف هدف واحد: دعم الأهلي، ومساندة من يعمل لأجله، بغض النظر عن الأسماء.

فالعيسى، في النهاية، موظف في خدمة الأهلي، اجتهد وأصاب في بعض الملفات وربما أخفق في أخرى،فلنترك الهوامش ولنقف عند صلب الموضوع، لأن المرحلة القادمة لا تحتمل التشتت، بل تحتاج إلى عقل جماهيري موحد وصوت إعلامي متزن.

 

ختاماً، لا أحد فوق النقد. ومن حق جماهير الملايين أن تُحاسب، وتنتقد، وتطالب، لأن الأهلي ليس مجرد نادي رياضي، بل كيان ينبض في وجدان عشاقه، ولا يحتمل مزيداً من التجارب الفاشلة أو الرؤى المؤقتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com