ترياء البنا تكتب:” لمصلحة من؟”

مع نجاح منتخبنا العماني في استدراك موقفه في مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، بالتعادل أمام الفدائي الفلسطيني( الذي يستحق التقدير والثناء على المستوى الرائع الذي قدمه خلال المرحلة الثالثة التي يصل إليها لأول مرة وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للملحق وقبلها كان الحصان الأسود الذي تحكم في تسيير ترتيب المجموعة)، والوصول إلى الملحق، واستعادة الجماهير أملها في استغلال الفرصة من أجل التأهل للعرس العالمي، ظهر على السطح نشطاء السوشيال ميديا وبدأوا في نشر التكهنات والإشاعات حول تغيير الجهاز الفني للمنتخب.
ووسط كل ما ينشر، تتبادر إلى ذهني عدة تساؤلات، هل هذا هو الوقت المناسب والفريق يستعد لمباراتي الملحق؟، كيف سيؤثر ذلك على اللاعبين؟، وقد أصبحوا على يقين بأنهم خارج نطاق المسؤولية حال الفشل في اقتناص بطاقة التأهل فاللوم دائما يقع على المدرب والذي ببساطة تتم إقالته، ويظلون هم بمأمن، رغم أنني أحمل اللاعبين الجزأ الأكبر من المسؤولية، مع الاعتراف بأخطاء المدربين ليس فقط رشيد جابر بل أيضا من سبقاه.
سؤال آخر أكثر أهمية، هل المدرب الجديد( إذا سلمنا بالتغيير)، سيكون قادرا على تحقيق الفوز ومن ثم التأهل، أيا كانت جنسيته( عربي- إسباني- برتغالي)، وهو لا يعلم شيئا عن الفريق؟، وإلم ينجز المهمة هل سيستمر بعد اللقاءين ليبدأ بناء منتخب جديد ويقود مرحلة الإحلال والتبديل التي أصبحت فرضا لا مناص عنه؟، كذلك هل يستحق رشيد جابر الفرصة لاستكمال ما بدأه مع الأحمر، حين قدم أداء رائعا خلال بطولة كأس الخليج السادسة والعشرين الأخيرة بالكويت ونجح في التفوق على المنتخبات الخليجية التي ستكون حاضرة في الملحق، ما يجعله الخيار الأفضل لاستكمال عمله وهو الخبير بالمنافسين؟.
وبالعودة إلى الوراء لبرهة، هل استعدينا بالشكل المناسب قبل انطلاق التصفيات؟، هل أتى معسكر إسبانيا (بعلامات الاستفهام الكثيرة حوله)، بثماره؟، هل استفدنا خلال مواجهات التصفيات، من ودية أمريكا؟، هل كنا ندرك في ذلك الوقت أننا سنخوض مجموعة هي الأسهل خلال مشاركاتنا في التصفيات وأنه يمكننا بالتخطيط السليم التأهل مباشرة إلى المونديال؟، هل بعد فقد 6 نقاط في أول مباراتين بالمرحلة الثالثة أمام العراق وكوريا الجنوبية، كان لدينا أي أمل في المنافسة حتى الأمتار الأخيرة؟، أم أننا انتبهنا فقط مع خدمة الآخرين لنا في هذه المرحلة؟.
شخصيا، لا يهمني اسم المدرب سواء رشيد جابر( والذي حتى لا ننسى، أكد خلال المؤتمر الصحفي لتقديمه أن الاتفاق بينه وبين الاتحاد يتضمن في الأساس بناء منتخب للمنافسة على كأس آسيا 2027 وأن مدة العقد هي السنوات الثلاث لإنجاز مهمته، إضافة إلى قيادة الفريق في كأس الخليج وتصفيات المونديال)، فيما أكد سابقاه أن اتفاقهما تناول تطوير المستوى الفني للمنتخب العماني والوصول في المنافسات المختلفة إلى ما يستطيعان، أو أي اسم آخر، ما يهم هو المصلحة العامة، وعلى كل إعلامي أو منتم لهذه الأرض أن يحكم ضميره قبل نشر أية كلمة قد تأتي بالسلب على المنتخب لأنها تفقد اللاعبين الثقة في قائدهم وفي أنفسهم، أم أن هناك من يسعى إلى إزاحة رشيد حتى لا ينسب إليه الإنجاز؟ باعتبار المواجهتين في متناول أيدي منتخبنا العماني الذي سبق وتفوق على الأشقاء الخليجيين في كأس الخليج؟.
نقطة ومن أول السطر، رشيد جابر لديه أخطاء فنية وقناعات آن أوان التخلي عنها سواء داخل أو خارج الملعب، اللاعبون أيضا عليهم تحمل مسؤولياتهم فالكوارث التي حدثت كانت بأخطاء فردية، ولكن الحديث عن التغيير الآن هل يصب في مصلحة المنتخب أم في مصلحة من؟.