غرم الله الزهراني يكتب:”سرطان الرياضة والعدالة التي أنصفت الأهلي”

في جسد الرياضة، كما في جسد الإنسان حين يتغلغل السرطان لا يُحدث جلبة، بل يعمل بصمتٍ مميت، ينهش من الداخل يُضعف الأعصاب، ويُسقط القيم واحدة تلو الأخرى هذا هو “سرطان الرياضة” الذي لا يُرى بالعين المجردة لكنه يُدرك حين تضعف المنظومات، ويتفوق الضعيف ويُحارب القوي وتُدار المعارك بأدوات خفية لا علاقة لها بالملعب ولا بالمنافسة الشريفة.
وكان النادي الأهلي الكيان الشامخ وصاحب التاريخ الأصيل أحد أبرز ضحايا هذا الداء لم يكن هبوطه مجرد إخفاق رياضي بل كان نتيجة مباشرة لهذا الداء العضال الذي اصاب جسد الاهلي وجعلها يتأكل من الداخل بفعل أدوات مرضية زرعت الشك وشتّتت الصف وأغرقت الكيان في حرب خفية عندما استشعروا عودة الأهلي بعد الثلاثية التاريخة التي ادمت قلوبهم و لأنهم رأوه “خطراً ”
على مشروع أحادي لا يقبل بالمنافسة النزيهة.
لم يكن السرطان الذي أصاب الأهلي مرضاً عادياً بل كان “موجهاً” يعرف من يستهدف، ويتقن كيف يُضعف، ويُقصي، ثم يُلبس الضحية لباس العجز، ليتفرّد المرض بأصحابه وميوله.
لكنّ العدالة وإن تأخرت أبت إلا أن تقول كلمتها.
تعافى الأهلي، لا بمعجزة، بل بإيمان رجال وصدق نوايا، وعودة للثوابت التي تآكلت يومًا وعادت الروح والتأم الجسد ونهض هذا العملاق من تحت الأنقاض
لا ليعود فقط بل ليكون أقوى وأنقى وأصدق من قبل.
اليوم.. الأهلي لا يحمل فقط مجداً قارياً
بل يحمل شهادة شفاء وإثباتًا حياً أن “سرطان الرياضة” وإن تمادى، فإن العدالة حين تنتصر، تزرع الحياة من جديد في الجسد الذي أُريد له أن يموت.
فليتأمل المتأملون.. وليتعظ من يرى في القوة خطراً عليه. لأن الشمس وإن حجبتها الغيوم لابد أن تشرق.