في ليلة مونديالية مثيرة.. النسر الأحمر يحلق ولكن باتجاه القاهرة

الكأس – تركي الحربي
بعد ليلة ماراثونية غاية في الإثارة كان حصيلتها 12 هدفًا كاملة موزعة بين مباراتي الجولة الأخيرة في المجموعة الأولى، حيث تعادل الأهلي وبورتو بأربعة أهداف لكل منهما، فيما فرض التعادل أيضًا نفسه على مواجهة بالميراس البرازيلي وإنتر ميامي الأمريكي بهدفين لكل منهما.
وعليه، وبموجب هذه النتائج، أُعلن عن تأهل بالميراس على رأس المجموعة وإنتر ميامي ثانيًا، فيما انضم الأهلي المصري رسميًا إلى قافلة المغادرين للبطولة المونديالية.
وبالعودة لتفاصيل مباراة الأهلي القاهري، فقد بادر مهاجمه وسام أبو علي بتحية الجماهير الغفيرة التي حضرت بتسجيله الهدف الأول مبكرًا، وتحديدًا عند الدقيقة 15. هذا الهدف أشعل الأفراح في المدرج الأهلاوي، ولكن البرتغالي الموهوب ذو الثمانية عشر ربيعًا (رودريغو مورا) سرعان ما أطفأها عندما سجل هدف التعادل على الطريقة المارادونية بعد ثمان دقائق فقط، عندما استلم الكرة وجندل دفاعات الأهلي بشكل مذهل، متجاوزًا الجميع بكل روعة، قبل أن يخرج له (الشناوي) محاولًا إغلاق الطريق إلى مرماه، ولكن (مورا) أضافه لمن سبقه وراوغه بمهارة عالية، فوجد نفسه بعدها بمواجهة المرمى الخالي ليودعها هدفًا أول لبورتو.
بعد هذا الهدف، حاول لاعبو الأهلي لملمة أوراقهم الفنية واستعادة زمام المبادرة، لتتوالى المحاولات دون جدوى، حتى نجح النجم المنضم حديثًا للفريق (زيزو) بالحصول على ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع، لم يتردد الحكم في احتسابها، وانبرى لها الهداف وسام ووضعها على يمين الحارس هدفًا ثانيًا للأهلي عند الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، ليخرج الفريقان إلى غرفة الملابس بتلك النتيجة.
ولكن، ومع الدقائق الخمس الأولى، استطاع البديل الناجح (ويليام قومز) أن يدرك التعادل مرة أخرى لبورتو من تسديدة غاية في الإتقان، وذلك عند الدقيقة الخمسين. ولكن هذه المرة، لم يُعطِ لاعبو الأهلي بورتو فرصة حتى يفرحوا، عندما أعاد القناص وسام أبو علي فريقه للمقدمة مرة أخرى برأسية ولا أروع، مستفيدًا من عرضية محمد هاني المتقنة، هدفًا وفرحة حمراء لم تستمر أكثر من دقيقتين، فقد جاء الدور على بورتو ليعكر أفراح الأهلي، وهو ما تكفل به (سامو أغيهوا) عند الدقيقة 53، وبذات الطريقة، عندما ارتقى للكرة القادمة من الضربة الركنية وأودعها برأسه في الشباك الحمراء.
لتستمر الأمور في هذا الاتجاه حتى أعاد (بن رمضان) الصخب للمدرجات بتسجيله الهدف الرابع من تسديدة صاروخية عند الدقيقة 68، الهدف الذي اعتقد الجميع أنه الأخير في هذه الحفلة التهديفية الغزيرة، ولكن (بيب) كان له رأي آخر، فمع اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي، تصل الكرة إليه فيرسلها سريعة وقوية من خارج المنطقة لتستقر في شباك الشناوي، منهية أحداث المباراة الحماسية والدراماتيكية بأربعة أهداف لكل فريق، لم تكن كافية ليواصل أيٌّ منهما مشواره في البطولة، حيث احتل بورتو البرتغالي المركز الثالث، فيما استقر الأهلي في المركز الرابع.
وعلى الجانب الآخر، لم تكن مباراة إنتر ميامي بقيادة ميسي وبالميراس البرازيلي أقل إثارة وحماسًا، فقد تقدم البرغوث الأرجنتيني ورفاقه بهدفين تناوب على تسجيلهما (تاديو ألندي)، مستفيدًا من حالة انفراد كامل بحارس المرمى من منتصف الملعب تقريبًا، ليضع الكرة في الشباك معلنًا تقدم الفريق الوردي مبكرًا وتحديدًا عند الدقيقة 16.
الهدف استمر إلى نهاية الشوط الأول، وفي الشوط الثاني سجل ميامي هدفه الثاني عن طريق المهاجم المخضرم (لويس سواريز)، الذي تجاوز أكثر من لاعب بمجهود فردي وسددها في المرمى معلنًا توسيع الفارق ضد بالميراس واعتلاء صدارة المجموعة مؤقتًا.
هذا الفارق لم يُفْتّ في عضد الفريق البرازيلي، بل إنه سعى جاهدًا لتحسين صورته في آخر مبارياته بدور المجموعات، وهو ما نجح فيه عندما سجل هدف تقليص الفارق عن طريق لاعبه (باولينيو) عند الدقيقة 80، ثم سجل الثاني وأدرك التعادل بعد 7 دقائق فقط عن طريق نجمه (ماوريسيو)، الذي سدد كرة من داخل المنطقة قوية استقرت داخل شباك الحارس أوسكار، منهية رسميًا ليلة مثيرة جدًا، لم يستطع الأهلي من خلالها إشعال فتيل الفرح والتأهل للدور التالي، بل أعلن رسميًا عن انضمامه لركب المغادرين بمعية بورتو، فيما انتقل بالميراس وإنتر ميامي على التوالي إلى المرحلة الإقصائية.