مقالات رأي

ياسر الهزيم يكتب:”فهد بن نافل.. وعلى نياتكم تُرزقون”

 

 

في زمن أصبحت فيه الأضواء هدفًا والبهرجة سبيلاً لإثبات الوجود اختار فهد بن نافل رئيس نادي الهلال السعودي طريقًا مختلفًا طريق العمل بصمت والتخطيط بهدوء والإنجاز بلا ضجيج ومن رحم هذه المعادلة الصعبة خرج الهلال بقيادته أكثر قوة وأكثر جاهزية لمستقبل لا مكان فيه للارتجال حتى وأن اصدم ببعض العثرات .

منذ أن تولى رئاسة نادي الهلال لم يكن فهد بن نافل يبحث عن عناوين الصحف ولا قمم مواقع التواصل بل كان ينظر أبعد من ذلك نحو صناعة بيئة رياضية احترافية تدار بفكر مؤسسي لا بردود الأفعال ولأنه آمن أن النية الطيبة والعمل الجاد صنوان لا يفترقان جاءت النتائج تباعًا بطولات محلية وقارية استقرار إداري تطور في البنية التحتية وصفقات نوعية وضعت النادي في مصاف الأندية العالمية .

خلف كل صفقة ناجحة وكل تتويج وكل ابتسامة جمهور كان هناك رجل لا يظهر في المشهد كثيرًا لكنه يملك البوصلة التي تُوجه السفينة نحو بر الأمان لم يكن حضوره الصاخب هو ما يلفت الانتباه بل حضوره الهادئ الفعّال وبالخلق الرفيع وهذه إحدى صفات القادة الحقيقيين التأثير بصمت .

ربما لم يكن من السهل إقناع الجماهير بالنتائج التي تحققت في الموسم المنصرم وجاءت ضد أبن نافل عاصفة كبيرة من الانتقادات الجماهيرية والإعلامية وصلت بمطالبته بالتنحي عن موقعه لكن “النية الطيبة” التي يحملها في قلبه والوضوح الذي اتسمت به خطواته جعلا من رحلته شاهدًا حيًا على مقولة “وعلى نياتكم تُرزقون” فقد رزق الهلال برجل لا يسعى للبروز بل يسعى لرفع الكيان .
اليوم وبعد سنوات من العمل المخلص تتحدث الأرقام وتفخر الخزائن وتتباهى الجماهير برئيس صنع من الهدوء إنجازًا ومن الصبر بطولة ومن النية الطيبة مجدًا متجددًا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com