سليمان اللزام يكتب:”آن للمنصفين أن يقفوا للهلال احترامًا”

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يظهر الهلال بهذه الصورة الجميلة في بطولة كأس العالم للأندية، سواء من حيث المستوى الفني الذي قدمه أو النتائج التي حققها، خاصة أنه واجه فرقًا عريقة لها تاريخها الكبير وخبرتها الطويلة في المحافل الأوروبية والعالمية.
ذهب الهلال لهذا المحفل الكبير دون أي إضافاتٍ عناصرية تدعم صفوفه، رغم محاولاته المتكررة التي لم يُكتب لها النجاح. ولعل في الأمر خيرًا، فحالة التجانس والتناغم بين أفراد الفريق، مقرونةً بالرغبة الجادة في خوض هذا التحدي، ساهمت في أن يتفوق الهلال على نفسه وعلى ظروفه، ويقدم مستوى مبهرًا في جميع مبارياته، محققًا من خلالها نتائج إيجابية أهلته بجدارة لدور الـ16 إلى جانب ريال مدريد.
القرعة أوقعته في مواجهة نارية أمام أحد أعتى وأقوى فرق العالم، مانشستر سيتي، الفريق المدجج بالنجوم العالميين، والذي حقق انتصارات ساحقة في مشواره نحو التأهل، وكأنه يبعث برسالة واضحة إلى خصومه في دور الـ16: “مصيركم الهزيمة كما سبقكم”.
دخل جمهور الهلال اللقاء بحالة من الخوف من أن يحقق السيتي نتيجة تاريخية في شباك فريقهم، استنادًا إلى معطيات واضحة وقراءة فنية دقيقة. لكن كل هذه المخاوف تبددت مع انطلاق المواجهة المنتظرة، حيث ظهر الهلال ندًا قويًا لخصمه. ورغم تقدم السيتي بهدفٍ مبكر مشكوك في صحته، فإن الهلال تماسك، وعادل النتيجة، ثم تقدّم، ليصبح السيتي هو من يبحث عن التعديل. واستمر اللقاء حتى الأشواط الإضافية، التي حُسمت لصالح سفير الكرة السعودية والعربية والآسيوية، وخير من يمثلها.
لقد كانت ليلة زرقاء بهية الجمال في كل تفاصيلها، نقلت الهلال إلى دور الثمانية في منجز رائع يُحسب له.
ورغم النقص الذي عاناه الهلال بغياب عدد من الأسماء المؤثرة، إلا أنه يحدوه طموح كبير ببلوغ نصف النهائي حين يواجه مساء اليوم فريق فلومينينسي البرازيلي، ليكون الإنجاز أعظم وأكبر.
باختصار، علينا أن نعي ونُدرك حقيقة لا تُحجب بغربال، وهي أن الهلال واجهة مشرفة ومشرقة، يمكن البناء عليها في الطموحات، وعقد الآمال عليها في تمثيل الوطن.
كما يجب على كل من حاول الانتقاص أو التقليل من هذا الكيان الكبير أن يقف له احترامًا، ويعيد حساباته، ليصدح بكلمة الحق بعيدًا عن التعصب والمكابرة.