أحمد الخير يكتب:” بطولات بعضها فوق بعض”

ها قد شارف كأس العالم للأندية على النهاية، وها أنا ذا أود قول رأيي الذي لا يعتد به في أي محفل دولي ولا محلي، ولكنها الكلمة، يجب أن تقال حتى وإن لم تغير شيئاً.
لم يكن المونديال ليجذب كل هذه الاضواء القليلة، لولا مشاركة الأندية العربية، حتى وإن كان أداء الأندية مخجلاً، ويستنثى من الكلمة الهلال السعودي !
أعقتد أن جزء من الزخم للبطولة على المستوى العربي، كان في متابعة الهلال ومبارياته العنترية، وهو ما أضاف قيمة جماهيرية للبطولة، فالهلال وأنصاره يتابعون بفخر هذه الرحلة الأسطورية، وخصوم الهلال يتابعون بقلق هذا المشوار وأين سيصل مداه؟ وهل يمكن اللحاق بع مستقبلاً؟ ومتى سيتم اقصاء الهلال ليتسنى لنا السخرية. وكل يغني على ليلاه !
عزيزي انفانتينو:
أعلم أنك لا تقرأ، لكن هذه الحشو المبالغ فيه من البطولات أفقد وسيُفقد الكثير من حلاوة الكرة، ويقال “الشيء اذا زاد عن حده انقلب ضدّه”.
عزيزي انفانتينو:
كرة القدم صناعة كبقية الصناعات، تخضع لقانون السوق ألا وهو العرض والطلب، وشاهدنا بأعيننا العزوف الجماهيري اللافت عن البطولة، فلا أمريكا دولة شعبها يحب كرة القدم، ولا كرة القدم تريد أن تركل تحت لهيب الساعة 2 ظهراً بتوقيت أمريكا، فهذا توقيت يليق بـ “حبّة مندي” لا مباراة كرة قدم.
غضت وسائل الإعلام العالمية الطرف عن سوء توقيت البطولة، وحرارة الأجواء، وبعد المسافات بين ملعب وآخر، وقلّة حضور الجماهير، فقط لأنها تقام في أمريكا، فكما نعلم أن أمريكا هي “أبو الدنيا” مثلما أن مصر أم الدنيا..
ربما لن يستمتع هذا الجيل بمونديال الأندية، فهو جيل عاصر تأسيس البطولة رأى ايجابياتها وسلبياتها، وركز على السلبيات أكثر لأنه جيل هرِم، ينظر بعين ناقدة، ويرفض كل جديد .. الأجيال اللاحقة ستتمكن من الاستمتاع بالمونديال، بعد أن تُنسج القصص اللازمة، فكل الدوريات والبطولات الكبرى من أسباب نجاحها هي القصة التي تستحق أن تروى، القصة التي تجعل المشاهد يتحسر على ما فاته من تاريخ.. صناعة القصة لا تقل أهمية عن اللاعب في هذه الصناعة الرياضية.
ان كانت هناك رسالة أخيرة لـ انفانتينو:
لا نريد للفضاء الرياضي أن يطفح بالبطولات، نريد أن نتوقف لبرهة من الزمن ونقول آآه لقد اشتقنا للدوري الايطالي، أو الاسباني أو الفريق الفلاني.. النُدرة ترفع من قيمة السلعة، وتعلي شأنها.. ولكن على من تتلوا مزاميرك يا داوود !..