باريس سان جيرمان وتشيلسي.. صدام القمة على عرش العالم

الكأس- توماس غوتسمان
الصحفي الرياضي في زالزبورغر ناخرتشين
في واحدة من أكثر ليالي كرة القدم ترقبًا هذا العام، تتجه أنظار العالم الليلة إلى ملعب “ميتلايف” الشهير في نيوجيرسي، حيث يلتقي باريس سان جيرمان الفرنسي مع تشيلسي الإنجليزي في نهائي النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بمسماها الجديد. مواجهة قارية بطابع عالمي، تحمل في طياتها كل معاني الإثارة والتحدي، وتعد بتقديم عرض كروي لا يُنسى.
بعد أن تُوّج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، يدخل باريس سان جيرمان اللقاء مدججًا بالثقة والطموح. الفريق الباريسي بقيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، أعاد بناء نفسه هذا الموسم على أسس جماعية صلبة بعد رحيل الثلاثي الشهير مبابي، ميسي ونيمار. واعتمد إنريكي على منظومة جماعية شابة، نجحت في فرض نفسها على الساحة القارية والعالمية.
ويبرز في تشكيلة باريس عدد من النجوم الذين خطفوا الأضواء هذا الموسم، أبرزهم:
ديزيريه دويه، أحد مفاجآت الموسم، وأحد أفضل لاعبي البطولة.
فيتينيا، لاعب الوسط الذي يجمع بين القوة البدنية والرؤية الدقيقة.
ديمبيلي، الجناح السريع الذي أربك دفاعات كبار أوروبا وأصبح الأقرب لنيل البالون دور.
كفاراتسخيليا، بخبرته ومهارته، يشكل خطورة كبيرة من خارج المنطقة.
مشوار الفريق في البطولة كان ساحقًا، حيث تجاوز أتلتيكو مدريد برباعية مثيرة في المجموعات، في الأدوار الاقصائية اجتاز إنتر ميامي بسهولة، بايرن ميونيخ، ثم ريال مدريد في نصف النهائي برباعية نارية، جعلته المرشح الأبرز لرفع اللقب العالمي للمرة الأولى.
تشيلسي.. تحدي الكبار من بوابة البطولة الأغلى
ورغم أن الترشيحات لا تصب في صالحه، فإن تشيلسي يدخل النهائي بثقة مكتسبة من مشوار بطولي بدأ منذ تتويجه بلقب دوري المؤتمر الأوروبي، ومرّ بصعود مستحق للمربع الذهبي على حساب بالميراس وفلومينينسي. الفريق اللندني، الذي استعاد توازنه هذا الموسم، يسعى إلى إنهاء موسمه بتتويج عالمي يعيد اسمه إلى الواجهة بقوة.
ويقود البلوز ماريسكا المدرب الشاب الذي نجح في تحفيز عناصره رغم حداثة تجربته، مستفيدًا من مجموعة لاعبين تألقوا بشكل لافت، من أبرزهم:
ريس جيمس، القائد الذي يُجيد أداء الأدوار الدفاعية والهجومية بنفس القوة.
إنزو فيرنانديز، مايسترو خط الوسط وصاحب الرؤية الحاسمة في التمرير.
كولو ويل، مدافع شاب أثبت نفسه بقوة وثقة في كل اختبار.
كول بالمر وبيدرو نيتو، أصحاب الحلول الفردية في الثلث الأخير، إلى جانب الجناح السريع نوني مادويكي والمفاجأة جواو بيدرو.
وعلى الرغم من خسارته في دور المجموعات أمام فلامينغو، إلا أن تشيلسي عاد بقوة ليُقصي فرقًا ذات خبرة كبيرة، ويثبت أن الكرة الإنجليزية لا تزال قادرة على تصدير المفاجآت.
المباراة ستشهد حضورًا جماهيريًا ضخمًا، وسيتابعها مئات الملايين حول العالم، وسط توقعات بدرجات حرارة مرتفعة أثارت بعض القلق خصوصًا من لاعبي تشيلسي الذين وصفوا التوقيت بأنه “مرهق بدنيًا”.
النهائي لا يُعد فقط تتويجًا لموسم طويل وشاق، بل يحمل دلالات كبرى:
لباريس، هو خطوة لتأكيد الهيمنة الأوروبية والعالمية بعد سنوات من الصبر والمضي نحو سباعية إعجازية.
ولتشيلسي، هو عنوان للعودة من الظل، وتذكير بأن التاريخ لا يُكتبه الكبار فقط، بل من يؤمن بقدراته و تشيلسي منهم.
يُعد هذا النهائي مسك ختام بطولة استثنائية نظّمها “فيفا” بصيغة موسعة، وسط إشادة كبيرة بجودة التنظيم وتنوع المستويات. وسيحصل الفائز على 100 مليون دولار أمريكي، في واحدة من أكبر الجوائز المالية بتاريخ اللعبة، ما يضفي على اللقاء بعدًا اقتصاديًا محفّزًا إلى جانب الشرف الرياضي.
سواء توّج العملاق الفرنسي بلقب عالمي طال انتظاره، أو فاجأ البلوز العالم بلقبهم الثاني في البطولة، فإن هذه الليلة ستظل محفورة في تاريخ كرة القدم الحديثة.. ليلة تُحسم بالتفاصيل، ويكتب مجدها في عيون الجماهير.