سعود الحريري يكتب:”ليالي أمريكا لا تُنسى”

عندما قرر ماريسكا خوض تجربة جديدة، اختار أن تكون بلون أزرق، وبالتحديد مع تشيلسي. الوضع في لندن مختلف تمامًا عن إيطاليا، وخارجيًا، مصيره مجهول. لم ينجح ولم يفشل. حضر للحصة التدريبية الأولى وهو لا يعرف سوى بضعة لاعبين، أما الباقون فسيكتشفهم مع الأيام. المكان جديد، ومتعطش للبطولات، إما أن تكتب التاريخ أو تُنسى. هذا ما قاله ماريسكا بينه وبين نفسه.
قبوله للتحدي كان قرار رجل شجاع يبحث عن تخليد اسمه في التاريخ. المشهد من الخارج يوحي بأنه بعد سنوات سيكون كذلك، لكن اختصار المسافات هو لعبة الإيطاليين. في عامه الأول مع “البلوز”، كتب مجدًا قصيرًا وحقق بطولة لا تكاد تُذكر لنادي تشيلسي، وليست من طموحاته. لكن لم يعلموا أن الأصلع يفكر فيما هو أكبر من ذلك، ألا وهو مونديال الأندية!
أكبر تجمع للأندية، وفي أول نسخة، المكان لا يناسب لعب كرة القدم. كل هذه الأعذار لم تقف أمام الطموح. عين على اللقب وعين على القرعة. في يوم القرعة، كانت المجموعة سهلة. فرح ماريسكا لكنه لم يظهر ذلك. الأبواب المغلقة بدأت تنفتح له بعد أول لقاء في البطولة. الوضع مناسب، والخطة تسير كما يحب. المباراة الثانية جعلت الأمور تسير بشكل أجمل، وبعد ضمان التأهل إلى الدور الثاني، أعطى جمهور تشيلسي ثقة أكبر به. لكن المطالبات صارت أكثر: “نريد لقبًا وذهبًا، لا أقل!” هكذا قالت له الجماهير. رده كان: “سأفرحكم بما تتمنون، لكن لا تغيبوا عن أي مباراة، والنهائي سنصل إليه.”
تخطى جميع من قابله من أندية، وقتل الطموحات، وألغى جميع الآمال. لاعب يعلو فوق كعب “البلوز” في أمريكا! قبل النهائي بأيام، عرف من هم أطراف النهائي، والكل قال إنها تاريخية. الكبار يسقطون أمام باريس. “فتذوق يا ماريسكا من كأس إنريكي الذي ذاق منه الجميع، كبار أوروبا وصغارها.” لم يتحدث كثيرًا في المؤتمر الأخير، ظهر شجاعًا كعادته، احترم إنريكي ولم يقلل من عمله. وفي اليوم المنتظر، رُفعت لافتة: “لندن كلها خلفك.” نظر إليها نظرة المحب القديم للنادي، وكأنه من مواليد لندن. فأتم المهمة خلال 10 دقائق فقط، وأسكت جميع المشككين في قدراته، وحمل اللقب بلاعبين صغار ووجوه شابة. أصبح الملك الجديد في نادي تشيلسي. وآخر ما قيل عنه: “لم يأتِ ليتنزه في شوارع لندن، بل أتى ليُوضع له جدارية، ويحييه الجميع. ماريسكا، صانع الفرحة الحديث!”