“عاصمة الرياضة العالمية” .. تطرق أبواب المجد الأولمبي

الكأس – محمد الجزار
تواصل دولة قطر ترسيخ مكانتها كعاصمة الرياضة العالمية، بإعلان اللجنة الأولمبية القطرية رسميًا دخولها سباق الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2036، في خطوة جديدة تعكس طموح الدوحة وإرثها الغني في تنظيم أكبر وأهم البطولات العالمية.
على مدار أكثر من عقدين، لم تكن قطر مجرد مستضيفة للأحداث الرياضية، بل صانعة تجارب فريدة رسّخت صورتها عالميًا كوجهة رياضية استثنائية تجمع بين الاحترافية، الجاهزية، والتنوع الثقافي.
فمنذ عام 1995 وحتى اليوم، نظّمت الدوحة 18 بطولة عالمية، في رياضات متنوعة شملت كرة القدم، السباحة، ألعاب القوى، التنس، الجودو، كرة اليد، التايكوندو، وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية، وهو ما يعكس شمولية الرؤية القطرية لدور الرياضة في التنمية والاستدامة.
بدأ السجل الرياضي القطري مع استضافة بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا لكرة القدم عام 1995، ثم تتابعت البطولات الواحدة تلو الأخرى، أبرزها:
• بطولة العالم المفتوحة للاسكواش للرجال والسيدات (1998-2002)
• بطولة العالم لتنس الطاولة (2004)
• بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات (2010)
• بطولة العالم للسباحة (2014)
• بطولة العالم لكرة اليد للرجال (2015)
• بطولة العالم لألعاب القوى (2019)
• كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تُوجت كأفضل نسخة في تاريخ البطولة
• بطولة العالم للجودو 2023
• بطولة العالم لألعاب المائية 2024
• بطولة العالم لتنس الطاولة 2025
• بطولة العالم للرماية 2026
• كأس العالم لكرة السلة تحت 17 سنة (2026 مؤكد)
• كأس العالم لكرة السلة 2027
وتستعد الدوحة كذلك لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030، في تأكيد جديد على جاهزيتها لاستقبال أحداث رياضية من الطراز الثقيل.
ما يميز قطر ليس فقط تنظيمها لهذه البطولات، بل الإرث الذي تتركه خلفها من منشآت رياضية بمعايير عالمية، وخبرات بشرية متخصصة في إدارة الفعاليات الرياضية الكبرى. فمن ملاعب كأس العالم المبهرة، إلى الصالات المغطاة، والمجمعات الأولمبية، أثبتت قطر أن البنية التحتية ليست مجرد ملاعب، بل منظومة متكاملة قادرة على استيعاب أي حدث رياضي بأي حجم.
كما أن رؤية قطر الوطنية 2030 وضعت الرياضة في صلب استراتيجياتها التنموية، باعتبارها أداة فعالة في تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية، وتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية.
ومع هذا السجل الحافل، لم يكن إعلان اللجنة الأولمبية القطرية نيتها الترشح لاستضافة أولمبياد 2036 مفاجئًا، بل هو امتداد طبيعي لمسيرة التميز والريادة.
وفي تصريح صحفي، أكد الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، أن قطر تمتلك بنية تحتية رياضية جاهزة بنسبة 95%، وخطة متكاملة للوصول إلى الجاهزية الكاملة، مع الالتزام بتقديم ملف استثنائي يرسخ مفاهيم الاستدامة، الشمول، والابتكار.
إذا ما تحقق الحلم القطري، ستكون الدوحة أول مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف الأولمبياد، وهو ما سيمنح العالم نموذجًا أولمبيًا عربيًا يحتفي بالتنوع والانفتاح، ويعزز تمثيل المنطقة العربية على الساحة الرياضية العالمية.
يتجاوز التطلع القطري حدود الرياضة، إذ ترى الدوحة في الأولمبياد منصة لتعزيز التفاهم بين الشعوب، ونقل المعرفة، وتمكين الشباب العربي، مع ترك إرث مستدام يمتد تأثيره للأجيال القادمة.
قطر لا تراهن فقط على قدراتها اللوجستية والتنظيمية، بل على إيمانها العميق بقوة الرياضة في صناعة السلام، وتعزيز الحوار الحضاري، وبناء مستقبل أكثر إشراقًا… أولمبياد 2036 قد يكون المحطة الكبرى القادمة في هذه الرحلة الملهمة.