تركي الحربي يكتب:” بعد أوسيمين الدور على مين !؟”

لا زالت إدارة الهلال تسجّل فشلاً ذريعاً في تعاقداتها الأجنبية طوال السنوات الست الماضية، حيث لم ينجح الهلال في عملياته التعاقدية إلا مع دخول لجنة الاستقطاب على الخط ودورها الأساسي في عملية التقييم والاختيار، ومن ثم المفاوضات، والتي نتج عنها استقطاب النجوم الأجنبية التي ساهمت في الموسم المميز للفريق الأزرق 2023/2024 كمثل ميتروفيتش وسافيتش وكوليبالي والبقية. بل إن حتى الجهاز الفني بقيادة خيسوس، والذي قاد أولئك النجوم، لم يكن من اختيار إدارة النادي، بل كان في طريقه للأخضر قبل أن يتحوّل بطريقة دراماتيكية إلى الأزرق!!
ولكن، ومع عودة الإدارة الزرقاء للدخول على خط التعاقدات، وفي رغبةٍ منها لتدعيم الفريق من خلال بعض الإضافات، عادت لتسجّل ذات الفشل المتمثل في أكثر من صفقة، منها التعاقد مع البرازيلي (رينان لودي) في صفقة كان مصيرها كمن سبقها: الفشل، رغم قيمتها المالية العالية، وكذلك البرازيلي العشريني (كايو سيزار) والذي يُعتبر واحداً من أسوأ صفقات مواليد 2003، حيث تكبّد النادي مقابلها دفع 9 ملايين يورو بالإضافة إلى 200 ألف يورو كراتب سنوي، وهي أرقام مهولة للاعبٍ للتو بلغ العشرين من عمره، والمحصلة كما هو حال من سبقه: فشل البرازيلي في إقناع أصغر مشجع هلالي.
ولو أردنا الإبحار في هذا السياق، لاستحضرنا فشل صفقة البرازيلي (ماثيوس بيريرا) والذي جاء حينها برقم تعاقدي تاريخي، قال عنه اللاعب نفسه: “إنه عرض تاريخي سيغيّر مسار حياتي وحياة أهلي”، قبل أن يفشل، ويرفض الاستمرار بعد مستوياته المتواضعة، وينتهي به المطاف في كروزيرو البرازيلي محمّلاً بما كسبه من ملايين زرقاء، ومعلناً عبر تصريحاته أن التجربة الزرقاء هي الأسوأ في حياته!!
ولا يمكن هنا أن ننسى الفشل أيضاً في صفقة (فييتو)، الذي جاء أيضاً برقم كبير، ولكنه خرج من الباب الصغير!!
بينما كانت النجاحات المحقّقة هي الصفقات التي تمّت في 2019 بدعم من هيئة الرياضة في حينه، نتحدّث عن قوميز وكاريلو وكايو، والذين قدّموا مستويات لافتة قادت الفريق لتحقيق، ولأول مرة في تاريخه، دوري أبطال آسيا، تلك البطولة التي ظلّت مستعصية لسنوات طويلة جداً.
وأيضاً (أوديون إيغالو) الذي تم الاستفادة من خدماته بعد أن اختاره واختبره الشباب، وبالتالي حصل عليه الفريق الأزرق دون عناء أو تدخل من إدارته في الاختيار.
بل إن فشل إدارة بن نافل في الاختيار لم يقتصر على العنصر الأجنبي، فقد تعاقدت مع (أمين كردي) لاعب الأهلي، الذي جاء وغادر سريعاً كما جاء، دون أن ينتبه حتى لوجوده أحد، ليأتي على ذات المنوال عبد الرحمن العبيد، الذي استغنى عنه النصر فاختارته إدارة بن نافل ليكرّر فشل كردي!!
وطبعاً لا يمكن أن ننسى ملايين عبد الله الحمدان!!
وغيرهم كثير من الأسماء الأجنبية والمحلية التي سجّلت فيها إدارة بن نافل فشلاً ذريعاً في الاختيار، وهَدراً مالياً غير مسبوق. بل إن الأمر تطوّر في الفترة الأخيرة ليشمل الفشل حتى في عملية التفاوض بحد ذاتها، فرغم فتح خزائن الأرض للإدارة الزرقاء وفترات التسجيل، إلا أنها فشلت في إتمام أي صفقة مميزة، ابتداءً من ميسي، وانتهاءً بالفشل التاريخي والأكبر في قضية النيجيري (فيكتور أوسيمين)، والذي تم تقديم تسعة عروض مختلفة له، متضمّنةً ما يَسيل له اللعاب من ملايين ومميزات، والنتيجة: صفر مُكعّب! فقد رفض اللاعب كل الإغراءات الزرقاء بشكل قطعي، وفضّل أن يجدّد رحلته مع غلطة سراي التركي.
كل هذا الإخفاق الذريع يجعلنا نسأل: بعد أوسيمين، الدور بالفشل على مين؟