مقالات رأي

إبراهيم آل داوود يكتب:” الاحتراف ليس خيانة.. بل حق مشروع”

شهدت الأيام الماضية انتقال اللاعب جهاد السيهاتي إلى النادي الأهلي بعد توقيع عقد احترافي جديد، بالإضافة إلى كسر عقدي اللاعبين سيد علي وصادق المحسن مع نادي الخليج وانتقالهم كذلك إلى الأهلي. وقد أثار هذا الحدث ردود فعل واسعة ومتباينة داخل الأوساط الخلجاوية، خصوصاً بين جماهير نادي الخليج التي لطالما عُرفت بولائها الكبير وارتباطها العاطفي بنجوم الفريق، وخاصة في كرة اليد.

لكن من المهم هنا أن نعيد التأكيد على مفهوم الاحتراف، وأن نُذكّر بأن اللاعب المحترف من حقه أن يختار مستقبله الرياضي والمهني بما يحقق له الاستقرار والطموح. وكرة اليد، التي تعد المعشوقة الأولى لمدينة سيهات وجماهير الدانة العظيمة، تستحق أن نرتقي في وعينا تجاهها وتجاه من يمثلها داخل الملعب وخارجه. فالعاطفة لا يجب أن تكون حاجزاً أمام فهم الواقع الاحترافي الذي نعيشه اليوم.

اللاعبون الثلاثة جهاد، وسيد علي، وصادق، لم يخونوا النادي، بل مارسوا حقاً مشروعاً منحهم إياه النظام في إطار “العقد شريعة المتعاقدين”. وكما أن للنادي الحق في توقيع أو إنهاء العقود، فإن للاعب أيضاً الحق في اتخاذ القرار الذي يراه في مصلحته، طالما تم ذلك وفق الأطر القانونية والاحترافية.

وهنا نوجه رسالتنا لجماهير الخليج العزيزة: نُقدّر غيرتكم ونحترم محبتكم للنادي، لكننا في زمنٍ اختلفت فيه معايير الولاء، وبات الاحتراف هو من يحكم اللعبة. بدل الغضب واللوم، علينا أن نتفهم الواقع الجديد ونعمل على بناء بيئة جاذبة تضمن بقاء النجوم وتدفعهم للارتباط بالنادي اختياراً لا إجباراً.

كما أن على إدارة النادي أن تُراجع استراتيجياتها في الحفاظ على اللاعبين، وتوفير محفزات فنية ومالية تتناسب مع طموحاتهم وتطورهم، خصوصاً في لعبة كرة اليد التي طالما كانت مصدر فخر وسيادة للخليج في مختلف المحافل.

في الختام، نبارك للاعبين هذه الخطوة الجديدة ونتمنى لهم التوفيق، فهم سيبقون أبناء سيهات أينما لعبوا، وسيظل الخليج دائماً البيت الأول الذي صنع الأبطال.
لنكُن واقعيين، منفتحين، ونرتقي بتعاملنا مع مفهوم الاحتراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com