أحمد الخير يكتب:”الميدان يا حميدان”

أيام معدودات تفصلنا عن عودة الدوريات الأوروبية والمحلية، بعد موسم كان طويلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حتى أن البعض أصيب بداءٍ جديد عافانا الله وإياكم أسميته -تخمة البطولات- اخترعته قبل لحظات ..
نظرة عن كثب للبريمرليغ:
يدخل الليفر هذا الموسم للحفاظ على لقبه، والأكيد أنه يسعى لتجاوز مانشيستر يونايتد في عدد ألقاب الدوري بعد ما عادله في الموسم الماضي بـ20 بطولة لكلٍ منهما. أما تشيلسي فأعلن عن نفسه كأحد أهم المنافسين بعد التتويج بكأس العالم للأندية بنسختها الجديدة، إضافة الى أن خزينته المالية انتعشت بعد اللقب.
مانشيستر سيتي يريد أن يرقص رقصة أخيرة مع بيب، حيث أن كل التوقعات تشير إلى أن هذا الموسم هو الأخير لغوارديولا. جاره اليونايتد ما زال كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ، فالمدرب البرتغالي أموريم لم يعطي أي دلالات لطمأنت عشاق الشياطين الحمر وهو الذي تفادى الهبوط بأعجوبة في الموسم الماضي. جماهير أرسنال بعد قدوم السويدي جيوكيرس، ستبدأ الموسم وهي تُردد لأرتيتا ما غنته أم كلثوم: “ما تصبرنيش بوعود وأوهام
أنا ياما صبرت إنما للصبر حدود”.
نظرة عن كثب للكالتشيو:
في ايطاليا عزز نابولي صفوفه بعدة اسماء أبرزها دي بروين حتى وإن كان وزنه يقارب الطنّ فهو قادر على صنع الفارق، كونتي يشير بوضوح برغبته في الحفاظ على لقبه. أما انتر فيبدوا أنه سيعيش في مرحلة “التّيه” بعد رحيل انزاغي. يوڤي وأتلانتا ولاتسيو منافسين ذو نفسٍ قصير، والميلان أعاد أليغري بعد 14 عام من تجربته الأولى، ليستمر في الدوران في حلقة مفرغة، ومتشبثاً بأمجاد الماضي دون الحاضر، وأليغري أحد صنّاع الماضي القريب.
نظرة عن كثب في الليغا:
في اسبانيا يقترن اسم برشلونة بالديون والصفقات المتعثرة، والملعب الغير مكتمل، ورغم ذلك فهو بطل الموسم الماضي بجدارة. ريال مدريد عزز صفوفه بالكثير من الأسماء، آرنولد الإنجليزي، ماستانتونو الأرجنتيني، كاريراس البرتغالي، وفوقهم المدرب تشابي ألونسو.. هل يملك تشابي توليفة لهذه الأسماء؟ هل بمقدوره التوفيق بين نجمي الفريق مبابي وفينيسوس؟ هل يستطيع فرض أسلوب لعبه؟ ألونسو يمكن القول أنه في “ورطة” جميلة اسمها ريال مدريد!
نظرة عن كثب لدوري روشن السعودي:
في السعودية بطل الثنائية الإتحاد يعيش أياماً عصيبة، تفرقت كلمة محبيه بين هذا المرشح وذاك، انقسمت مشاعرهم التي اعتدنا أن نراها مُتحدة. نفق مظلم دخله الإتحاد بإرادته ولن يخرج منه إلا بإرادة جماهيره !
الهلال بعد مغامرته المونديالية، أبرم عدة صفقات أبرزها ثيو هرنانديز الظهير الفرنسي، لكنه خسر مهندس الصفقات وهو رئيسه فهد بن نافل، الذي قرر عدم الترشح .. مرحلة مقبلة ضبابية، لكن لا خوف على الهلال..
النصر استقطب الموهبة الضائعة البرتغالي “جواو فليكيس” ورغم هذا لم ترضَ جماهير النصر بعد، لا عن الفريق ولا عن الإدارة، فلا يمكن لنصرها أن يكون بلا نصرٍ حقيقي في الميدان!
النخبوي هو الأكثر استقراراً، إدارة الأهلي تعرف ما تريد من الموسم القادم، أبعَدت الفريق عن ضوضاء الإعلام و قَلقِه، وركّزت على بطولتي السوبر القادمة و القارات، ربما يكون الأهلي هو صاحب الكلمة العليا في الموسم القادم.
نظرة عن كثب لدوري أدنوك للمحترفين:
في الموسم الماضي كان شباب الأهلي عريساً متجدداً، ففي كل المحافل اسمه حاضر، وفي كل الملاحم له مشاهد، 4 بطولات من أصل 7 بقيادة مدربه البرتغالي “باولو سوسا” المرشح لجائزة أفضل مدرب في الموسم الماضي.هل بمقدور شباب الأهلي الاستمرار في القمة؟
الشارقة حقق أول أمجاده القارية، محلياً كان منافساً شرساً لكنه اصطدم بعنفوان شباب الاهلي فكان نصيبه المركز، هل يجد طريقه للمقعد الأول هذا الموسم؟
العين جريح ! وازدادت جراحه في مونديال الأندية، غيابه عن المشهد هو خسارة للجميع، اعلمُ أن عودته حتمية، لكن جماهيره تريد أن تعرف، متى؟
الجزيرة اعتلى المنصة على خجل، بعد تتويجه بكأس مصرف أبوظبي، بطولة ؟ نعم . لكنها لا تروي عطش محبيه.
الوصل والوحدة، ينتظر عشاقهم عودتهم من الباب الكبير، فبدونهم ليس للدوري طعم أو لون !
هذا بالمختصر الشديد جداً، محاولة لقراءة الموسم القادم، بناءً على معطيات الموسم السابق، وما دار في فترة التوقف القليلة ..
يبقى أصدق الحديث ما تنطقه أقدام اللاعبين في أرضية الملعب و “الميدان يا حميدان”..