منوعات

الفن الكويتي يودع محمد المنيع أحد رواده الكبار بعد مسيرة حافلة

 

الكأس – مروة حسن

رحل الفنان الكويتي القدير محمد المنيع، مساء أمس الجمعة، عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد تدهور حالته الصحية خلال الأيام الماضية إثر ارتكاسة مفاجئة أدت إلى خلل في وظائف الكلى والكبد، ليفارق الحياة بعد يومين من دخوله المستشفى، ويوارى جثمانه الثرى اليوم السبت بعد صلاة العشاء في مقبرة الصليبخات، بحضور ذويه وعدد من الفنانين ومحبيه.

وأكدت مصادر مقربة أن الراحل كان يرقد في العناية المركزة في حالة حرجة، بينما ناشد نجله جاسم المنيع الجمهور الدعاء له قبل وفاته بساعات، وقد حظيت حالته بمتابعة وتفاعل واسع من جمهوره على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروه رمزًا من رموز الفن الخليجي وصوتًا صادقًا لقضايا المجتمع.

ونعى وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري الفنان الراحل، قائلاً: «أتقدم بخالص التعازي والمواساة بوفاة المغفور له بإذن الله الفنان القدير محمد المنيع، أحد رواد الفن الكويتي والخليجي، الذي أثرى الساحة الفنية بعطائه على مدى عقود، وكان مثالاً للفنان المخلص لجمهوره ورسالة فنه».

وكان المنيع يُعرف في الوسط الفني بلقب «عمدة الفنانين الخليجيين» و«بو عبدالعزيز»، وقد تفرغ في سنواته الأخيرة للمشاركات البسيطة التي حملت رسائل تربوية واجتماعية، متمسكًا بقيمه الفنية التي التزم بها طوال مشواره.

بدأ مشواره الفني بانضمامه إلى فرقة المسرح الشعبي، قبل أن يساهم في تأسيس فرقة المسرح الكويتي عام 1964، وهي الفرقة التي كانت نقطة انطلاق لأسماء بارزة في الدراما الخليجية لاحقًا. وعلى مدى أكثر من ستة عقود، قدّم أعمالًا شكلت علامات فارقة في المسرح والتلفزيون والسينما الكويتية.

تلفزيونيًا، شارك في ما يزيد على 60 مسلسلًا، من أبرزها: «الإبريق المكسور»، «بدر الزمان»، «فتى الأحلام»، «طيبة وبدر»، «القرار الأخير»، «زمان الإسكافي»، «دروب الرجولة»، «حال مناير»، «الداية»، «بيت الأوهام»، «أحلام صغيرة»، «الأقدار»، «ساهر الليل»، «أسرار خلف الشمس»، وصولًا إلى آخر ظهور له في مسلسل «عبرة شارع» عام 2018.

أما على خشبة المسرح، فقد ترك بصمة مؤثرة من خلال أكثر من 10 مسرحيات، منها: «حظها يكسر الصخر»، «بغيتها طرب صارت نشب»، «علي جناح التبريزي»، و«فرسان»، والتي ساهمت في تطوير المسرح المحلي وإثراء الحركة المسرحية الحديثة في الكويت.

وفي السينما، كانت له مشاركات نادرة لكنها مؤثرة، أبرزها: «بس يا بحر»، «أوراق الخريف»، «ليلة القبض على الوزير»، و«الصقر»، وهي أعمال وثّقت مراحل مهمة من تاريخ السينما الكويتية.

اشتهر المنيع بأداء أدوار الأب والجد، وهو النهج الذي اتبعه بناءً على نصيحة من الفنان الراحل محمد النشمي، لتصبح هذه الأدوار علامة مميزة له ووسيلة لإيصال القيم العائلية والاجتماعية للجمهور.

تحفّظ الراحل على حياته الشخصية، لكنه ظل قريبًا من جمهوره وزملائه، محتفظًا بمكانته كأحد أكثر الفنانين احترامًا ومحبة في الوسط الفني الخليجي. وبرحيله، تُطوى صفحة مشرقة من تاريخ الفن الكويتي، تاركًا إرثًا فنيًا وإنسانيًا خالدًا في ذاكرة الأجيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com