الكأس_عبدالله الينبعاوي
شهد مسرح عبادي الجوهر أرينا مساء الخميس 21 أغسطس تدفقًا كثيفًا لعشاق قيصر الغناء العربي كاظم الساهر، رغم موجة الغبار التي اجتاحت جدة الليلة الماضية، استعدادًا لأمسية غنائية مميزة ضمن فعاليات موسم جدة 2025 بتنظيم شركة بنش مارك.
ومنذ ساعات مبكرة حرص الجمهور على الوصول لضمان مقاعدهم والاستمتاع بالأجواء الطربية، حيث غصّت المداخل والممرات بأعداد كبيرة من الزوار من مختلف الأعمار، في مشهد يعكس الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها القيصر على الساحة العربية.
وافتتح الساهر وصلته الفنية بزيديني عشقا وسلامي ثم قدّم “يدك ولا يا صديقي” بمقطع خاص، قبل أن يشعل الأجواء بالتحديات، “سألتها والحب المستحيل”. كما أمتع الحضور بمزيج غنائي جمع بين “لاقعد لك على الدرب قعود والحلوة”، وكذلك “بين ما أريدك بعد روح وغزال”، بينما تفاعل الجمهور بحرارة مع كلاسيكياته الخالدة مثل :”هل عندك شك “و”نزلت للبحر”. كما أبدع الساهر في عزف مقطوعة موسيقية على البيانو، وقدم مقتطفًا من ليلى، قبل أن يختتم الأمسية بأغاني “أغازلك”، “تتبغدد علينا” وقولي أحبك وسط تفاعل جماهيري كبير.
وتفاعل الحضور كان استثنائيًا، إذ تبادلوا الأحاديث والذكريات عن أشهر أغانيه، وحرص كثير منهم على التقاط صور توثيقية تعكس فرحتهم بلقاء فنانهم المفضل، فيما ردد آخرون مقاطع من أغانيه التي ارتبطت بذاكرة أجيال، مؤكدين أن جمهور جدة عاشق وخطير كما وصفه الساهر نفسه.
وفي حديثه لوسائل الإعلام، عبّر الساهر عن سعادته بلقاء جمهوره السعودي، وأوضح أن حافزه الأكبر هو رؤية مختلف الأجيال من الأطفال حتى الكبار في حفلاته، وقال: «جمهوري هو عائلتي الحقيقية، ومسؤوليتي تجاههم كبيرة، فهم مشكلتي الحلوة التي تدفعني للتدريب المستمر والبحث عن الأفضل». وأضاف أن الأطفال يطلبون قصائد صعبة ومنتقاة، ما يعكس عمق ارتباط الجمهور بالفن الراقي ويجعل كل أداء مميزًا.
كما أشاد الساهر بدقة التنظيم وروعة تجهيزات المسرح، معتبرًا أن كل تفصيلة صُممت لتمنح الحضور تجربة بصرية وسمعية متكاملة، من الإضاءة إلى الصوت وصولًا إلى ترتيب فرقته الموسيقية، بما يخلق جوًا متكاملًا للفن الراقي.
ليلة الساهر في موسم جدة لم تكن مجرد حفل غنائي بل محطة فنية استثنائية رسّخت حضور المدينة كوجهة رئيسية لعشاق الطرب الأصيل، مؤكدة أن الموسيقى لا تزال جسرًا يجمع الأجيال على الحب والجمال والفن.
