مقالات رأي

فهد الحربي يكتب:” التعصب الرياضي صناعة إعلامية”

 

في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة من قيادتنا الرشيدة، شهدت الرياضة في منطقتنا العربية طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة، سواء على مستوى البنية التحتية، أو على مستوى الدعم المعنوي والمالي. ومع هذا التحول الإيجابي، أصبح الإعلام الرياضي أحد الركائز الأساسية التي تُشكل وعي الجمهور وتوجه اهتماماتهم. إلا أن هذا الدور المهم قد طغت عليه بعض الظواهر السلبية، وعلى رأسها “التعصب الرياضي” الذي أصبح جزءًا من صناعة إعلامية تروج للانقسام وتهدد الوحدة الرياضية.
للأسف، أصبحنا نرى في بعض وسائل الإعلام الرياضي شخصيات إعلامية ليس لديها الأدوات اللازمة لفهم مجريات الرياضة، ولا قدرة على تحليل الأداء الفني للفرق أو اللاعبين. بدلًا من ذلك، نجدهم يلجأون إلى تقنيات وأساليب لإيصال أفكار غير دقيقة أو بعيدة عن الحقيقة، تقتصر على تحفيز الجماهير باستخدام كلمات وعناوين استفزازية لا تمت للواقع بصلة. وعادة ما يكون هذا مرتبطًا بإثارة مشاعر الجمهور، بهدف زيادة المشاهدات أو التفاعل على حساب الحقيقة.
ويظهر هذا بشكل واضح في البرامج الرياضية أو الحسابات الشخصية لبعض الإعلاميين، الذين يروجون لخطاب غير مهني، يتسم بالحماسة المفرطة أو الهجوم غير المبرر ضد الفرق المنافسة. هؤلاء الإعلاميون غالبًا ما ينسون أو يتجاهلون الحقائق الراسخة في المجال الرياضي، مثل قيمة التعاون والتنافس الشريف الذي يجب أن يسود بين الأندية الرياضية، وبالتالي يتسببون في خلق جو من الانقسام الجماهيري بدلًا من تعزيز الوحدة والتماسك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com