الكرة العربية

أقل من مائة يوم على كأس العرب في الدوحة

 

 

الكأس – وائل فطوش

تستعد دولة قطر لاحتضان بطولة كأس العرب للمرة الثانية توالياً، بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الماضية والتي تحولت بفضل التنظيم الباهر إلى بطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). هذا النجاح غير المسبوق جعل من الدوحة عاصمة للرياضة العالمية، ومقصداً للبطولات الكبرى في كرة القدم.

 

العد التنازلي ينطلق

لم يتبق سوى أقل من مائة يوم على انطلاق بطولة كأس العرب، حيث تواصل العاصمة القطرية استعداداتها لاستقبال المنتخبات المشاركة والجماهير العاشقة للكرة العربية. الملاعب المونديالية التي شهدت كأس العالم الأخيرة ستكون مرة أخرى على موعد مع حدث كروي عربي بنكهة عالمية، وهو ما يجعل البطولة المقبلة مرشحة لأن تكون الأجمل والأكثر إثارة في تاريخ المسابقة.

نجاح النسخة الماضية

بطولة كأس العرب الماضية لم تكن مجرد مسابقة كروية، بل تحولت إلى عرس عربي بكل معنى الكلمة. فنياً، شاهدنا منتخبات قوية تقدم كرة قدم ممتعة، وشهدت الملاعب مباريات تاريخية. تنظيمياً، أبهرت قطر العالم من خلال جاهزية الملاعب والبنية التحتية والخدمات المتكاملة للمنتخبات والجماهير. إعلامياً، كان الصدى واسعاً، إذ تابعت الملايين حول العالم المباريات، وتحولت البطولة إلى محطة استثنائية في رزنامة الفيفا.

قطر وجهة البطولات الكبرى

الدوحة اليوم ليست مجرد مدينة رياضية، بل أصبحت أيقونة في عالم تنظيم البطولات. نجاح كأس العالم 2022 كان تتويجاً لمسيرة طويلة من التجارب: استضافة كأس العالم للأندية في أكثر من نسخة، تنظيم كأس العرب 2021، احتضان كأس آسيا 2023، إضافة إلى كأس العالم للأندية العام الماضي وهذا العام. هذه البطولات جعلت قطر في طليعة الدول القادرة على ضمان النجاح الباهر لأي حدث عالمي.

المنتخب الجزائري

بطل النسخة الماضية يدخل البطولة بروح التحدي. بقيادة المدرب مجيد بوقرة، يعوّل المنتخب الجزائري على توليفة من المحترفين في الدوريات العربية ولاعبي الدوري المحلي. المنتخب يسعى للحفاظ على لقبه وإثبات أنه الرقم الأصعب في كرة القدم العربية، خاصة وأنه يملك قاعدة جماهيرية كبيرة ستدعمه في الدوحة.

المنتخب التونسي

وصيف النسخة الماضية يعود إلى البطولة بطموحات كبيرة. المنتخب التونسي يمتلك مزيجاً من لاعبي أوروبا والدوريات العربية إلى جانب عناصر محلية واعدة. كما أن الجالية التونسية الكبيرة في قطر تضيف بعداً جماهيرياً مهماً، حيث قدمت صورة مشرفة في النسخة الماضية وحازت إشادة الجميع بأجواءها الأوروبية الطابع.

المنتخب القطري

ثالث النسخة الماضية وصاحب الأرض، يدخل البطولة بعزيمة مضاعفة. العنابي يعوّل على نجمه أكرم عفيف، وخبرة لاعبيه الذين شاركوا في كأس العالم، إضافة إلى أفضلية الجمهور والملاعب المألوفة. مع المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي، يسعى المنتخب القطري لتقديم نسخة قوية تؤهله للمنافسة على الكأس وربما التتويج بها لأول مرة في تاريخه.

المنتخب المصري

رابع النسخة الماضية، يستعد بخوض البطولة بالمنتخب الثاني نظراً لارتباط المنتخب الأول بكأس أمم إفريقيا في المغرب. ومع ذلك، فإن المنتخب المصري يظل دائماً مرشحاً بفضل عمقه الكبير في المواهب المحلية وخبرته الطويلة في البطولات العربية. حتى مع غياب النجوم، تبقى “الفراعنة” رقماً صعباً في أي منافسة.

المنتخب السعودي

الأخضر يدخل البطولة بأحلام كبيرة، خصوصاً بعد الصورة القوية التي قدمها في كأس العالم 2022. يقوده الفرنسي هيرفي رينارد، ويملك أوراقاً رابحة أبرزها النجم سالم الدوسري. إضافة إلى ذلك، سيكون الحضور الجماهيري السعودي في قطر عاملاً مؤثراً، إذ من المتوقع أن تملأ الجماهير المدرجات كما فعلت في المونديال، ما يجعل الأخضر في منزلة أحد أبرز المرشحين للقب.

المنتخب المغربي

أسود الأطلس يشاركون هذه المرة بمنتخب محلي يثبت حضوره حالياً في كأس أمم إفريقيا للمحليين ويقدم مستويات كبيرة لفتت الأنظار. المنتخب المغربي بفضل جودة لاعبيه المحليين وخبرة جهازه الفني، يبقى مرشحاً قوياً في كأس العرب، خاصة وأنه يملك تاريخاً بارزاً في المنافسات القارية والإقليمية، إضافة إلى دعم جماهيري ينتظر أن يكون حاضراً بقوة في مدرجات ملاعب الدوحة.

المنتخب العراقي

أسود الرافدين يملكون تاريخاً طويلاً في البطولات العربية والآسيوية. رغم الظروف الصعبة في بعض المراحل، يظل المنتخب العراقي قادراً على مفاجأة الجميع بفضل حماس لاعبيه الشباب وتجربة لاعبيه المحترفين. العراق سيبحث عن العودة القوية إلى منصات التتويج من خلال هذه البطولة.

المنتخب الأردني

النشامى يدخلون البطولة بثقة أكبر بعد التطور الواضح في مستوياتهم خلال السنوات الأخيرة. المنتخب الأردني قدم أداءً مشرفاً في النسخة الماضية، وسيحاول هذه المرة الذهاب أبعد من ذلك والمنافسة على المربع الذهبي وربما اللقب.

هل يستفيد عرب آسيا من تزامن كأس العرب مع كأس أمم إفريقيا؟

إقامة كأس العرب بالتزامن مع كأس أمم إفريقيا في المغرب تفرض واقعاً جديداً على البطولة. البطولة الإفريقية ستنطلق بعد خمسة أيام فقط من ختام كأس العرب، وهو ما يدفع منتخبات شمال إفريقيا، مثل مصر والجزائر وتونس والمغرب، إلى التفكير في خوض البطولة العربية بتشكيلات ثانية خوفاً من إرهاق نجومها الأساسيين. هذا الأمر قد يقلص من حظوظ عرب إفريقيا في المنافسة، ويمنح منتخبات آسيا العربية مثل قطر والسعودية والعراق والأردن فرصة ذهبية لاستغلال الظرف التاريخي، والتقدم خطوة نحو منصة التتويج، وربما خطف الكأس في نسخة قد تكون مختلفة عن كل سابقاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com