الشلاحي: الصحراء بطلة “هوبال” في تجسيد الأصالة السينمائية السعودية

شهد ملتقى النقد السينمائي في أبها إقامة ورشة عمل بعنوان “هوبال: الأصالة في السينما السعودية”، أدارها الدكتور علي زعلة، واستضافت المخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي للحديث عن فيلمه الجديد “هوبال” (2024)، وهو عمل درامي تدور أحداثه في فترة حرب الخليج الثانية عام 1990، ويروي قصة عائلة بدوية تواجه تحديات قاسية بعد إصابة ابنتهم بمرض معدٍ.
وخلال الورشة، أوضح الشلاحي أن مفهوم الأصالة في السينما لا يعني مجرد استرجاع الماضي أو إعادة إنتاج التراث، بل يتمثل في الانتماء لهوية المكان وتجذيرها في السرد البصري. وأضاف: “الصدق في تقديم الأصالة هو الذي يمكّن الفيلم من الوصول إلى المشاهد بعمق وتأثير”.
واستعرض الشلاحي تجربته في فيلمي “حد الطار” و*“هوبال”*، مشيرًا إلى أن الأصالة في الأول حضرت من خلال الحارة والشخصيات والأغاني الشعبية، بينما تجلّت في الثاني عبر الصحراء التي وصفها بأنها ليست مجرد صورة دعائية، بل فضاء يلخص الهوية والحكاية.
كما كشف أنه اختار صحراء نيوم بعناية بعد رحلة بحث شخصية بعيدًا عن الفرق المتخصصة، وأقام في موقع التصوير عدة أيام ليتوحد مع العمل ويعيش تفاصيله. وأوضح أن التحدي الأكبر في التصوير بالصحراء يكمن في كونها فضاءً مفتوحًا يتطلب “كونترول مدروس بطريقة عفوية”.
وأكد الشلاحي أنه يفضل التصوير في مواقع طبيعية حقيقية بدلاً من الديكورات المصطنعة، مما يمنح الممثلين مساحة للأداء الصادق، مشيرًا إلى أن اختيارات المشاهد كانت تهدف لترسيخ الأصالة أكثر من البحث عن الجماليات. وأضاف أن الموسيقى التصويرية للفيلم صُممت لتخدم السرد دون أن تطغى عليه، وأن نجاح المخرج يكمن في ذكائه بطرح الفكرة ومراعاة جمهوره.
وحول الرقابة، قال الشلاحي: “لم تعد قائمة على الرفض أو القبول، بل على كيفية تقديم العمل، سواء أمام الجهات المعنية أو المجتمع”.
يُذكر أن جولة مؤتمر النقد السينمائي الدولي ستتواصل في محطتها الثانية بملتقى القطيف في أكتوبر المقبل، على أن تختتم فعالياتها بالعاصمة الرياض في نوفمبر، جامعًا بين التجارب المحلية والعالمية لتأسيس مشهد نقدي متجدد يواكب تطورات صناعة السينما عالميًا.