فهد الحربي يكتب:”صافرة الحُكام والإسطوانة المشروخة”

مع كل موسم جديد، نسمع نفس الإسطوانة المشروخة.. تشكيك في الحكام، إتهامات بلا أدلة، وصراخ لا يتوقف من بعض الأقلام الإعلامية التي تكتب وفق ميولها لا وفق الحقائق.
كل قرار تحكيمي يتحول إلى مادة للجدل وكأن كرة القدم لا تُدار إلا بما يرضي ألوان أنديتهم، بينما الواقع يقول إن هناك لجان تقييم وخبراء مختصين يرصدون كل صافرة ويقيّمونها بشكل مهني.
المؤسف أن بعض الإعلاميين لا يكتفون بالهجوم على الحكام، بل يذهبون أبعد من ذلك باتهام الأندية المنافسة بالحصول على حقوق “غير مشروعة”، وهي اتهامات لا تبنى على منطق ولا دليل، بل على عاطفة وانتماء ضيق.
دورينا بات تحت أنظار العالم، وما يكتب ويُقال يؤثر على صورته ومكانته. وإذا استمر هذا الخطاب الإعلامي المتشنج، فلن نخسر فقط احترام المتابعين، بل سنزرع أيضاً احتقاناً بين الجماهير يضر أكثر مما ينفع.
لقد آن الأوان أن يتوقف هذا العبث الإعلامي، وأن نُدرك أن النقد الحقيقي ليس في إطلاق الاتهامات، بل في دعم العدالة وتطوير اللعبة. الحكام جزء من المنظومة، يخطئون ويصيبون، لكنهم لا يستحقون أن يكونوا شماعة دائمة في كل موسم جديد.