نيكوليتش: صناعة الأبطال أعظم من الألقاب.. وكرة اليد العربية لم تستغل طاقاتها بعد

الكأس – طارق الأسلمي
بين رفوف الألقاب الكثيرة ورحلات التدريب الممتدة بين القارات، يروي المدرب الصربي نيكوليتش إيغور حكايته مع كرة اليد عبر صحيفة «الكأس». مسيرة حملت معه الذهب والأرقام القياسية، لكن الإنجاز الأكبر بالنسبة له يبقى صناعة جيل من اللاعبين الذين أصبحوا اليوم العمود الفقري لمنتخب بلاده.
نيكوليتش هو المدرب الأكثر تتويجًا في تاريخ نادي ريد ستار بلغراد العريق، بعدما قاده لحصد أكثر من 77 لقبًا في مختلف المسابقات. بعد ذلك أمضى ثمانية أعوام مع منتخب صربيا للناشئين، قبل أن ينتقل إلى نوفي بيوغراد ويقوده إلى وصافة الدوري، ثم إلى فويفودينا حيث قضى ثلاثة مواسم ناجحة. ويرى أن أكبر ما حققه لم يكن الألقاب بقدر ما كان تخريج عدد كبير من اللاعبين الذين يرفعون اليوم راية المنتخب الوطني.
وعن واقع كرة اليد في صربيا يؤكد أن مستقبل اللعبة يرتبط دائمًا بنجاحات المنتخب، فكلما تألق على الساحة الدولية ازدادت جماهيرية اللعبة والتفتت إليها وسائل الإعلام. وهو يعتقد أن كرة اليد في صربيا تتجه نحو مستقبل واعد إذا استمر العمل المنظم على المواهب والبنية التحتية.
وعلى مستوى العالم يرى أن خارطة كرة اليد لم تعد تعرف المنافسين السهلين، فالدول الصغيرة مثل أيسلندا تقدم مستويات كبيرة رغم قلة عدد سكانها، كما أن قارات مثل أمريكا الجنوبية وآسيا تثبت أن الإرادة والتخطيط يمكن أن يصنعا الفارق في مواجهة كبار اللعبة.
أما عن كرة اليد العربية فيرى نيكوليتش أن الإمكانات الهائلة لم تُستغل بعد كما يجب. اللاعب العربي يمتلك البنية البدنية المثالية لكنه يحتاج إلى فلسفة تدريب واضحة واستثمار طويل المدى. ويستذكر تجربته مع نادي الجزيرة في أبوظبي الذي كان يمتلك مشروعًا واعدًا لم يكتمل، كما تابع المنتخب السعودي في فترة المدرب الكرواتي نينو كلياجيتش حيث قدم مستويات مميزة. ويشير إلى أن تونس ومصر تظلان من القوى العالمية في اللعبة، بينما الاستثمارات الكبيرة في قطر والكويت قادرة على صناعة نقلة نوعية خلال السنوات المقبلة.
وفي ختام حديثه يلخص نيكوليتش فلسفة النجاح في كرة اليد بأنها رياضة بسيطة لكنها لا يجيدها إلا الأذكياء، والنجاح فيها لا يتحقق فقط بالموهبة أو المال وإنما بخطط دقيقة وتطوير حقيقي للمواهب. وبرغم كل الألقاب التي حققها يصر على أن الإنجاز الأعظم في مسيرته يظل صناعة الأبطال الذين يحملون مستقبل اللعبة على أكتافهم.