جاءت تغريدة عابرة في حساب سيدات النصر على منصة تويتر كتبت احتفالاً بواحد من سلسلة طويلة من الانتصارات العالمية في كرة القدم النسائية، لتكشف عورة الفكر الذي يقود البعض – للأسف الشديد – ممن يتصدرون المشهد الإعلامي الرياضي لدينا، فنجدهم يتقافزون من مقعد إلى آخر في المنصات الإعلامية يقدمون أنفسهم على أنهم من أصحاب الفكر، ممارسين شتى أنواع التنظير والسفسطة الكلامية التي تبخرت مع اختبار بسيط جداً لمصداقية مردديها.
حيث جاءت ردودهم على التغريدة بشكل مخزٍ ومخجل، حاولوا بتذاكٍ بليد أن يمرروه تحت غطاء التلميح، ولكنه في واقع الأمر كان تصريحاً عن سوء سريرة وسوء فكر يعتمل في دواخلهم. فما نفع التذاكي بالحروف والكلمات إن كان المعنى والهدف بذيئاً، بل غاية في البذاءة؟
إن ما حدث يجب ألّا يمر بأي حال من الأحوال مرور الكرام، وأن يكون لكل الأطراف ذات الصلة وقفة حازمة وصارمة تجعل من أولئك المتجاوزين عبرة لغيرهم، ولا أقل من حرمانهم من الظهور الإعلامي مدى الحياة. فمثل هذا الفكر يجب أن يُوأد بشكل تام حتى لا يستشري ثم يستعصي الوقوف في وجهه.
على إدارة النصر القانونية أن تلاحق أولئك المسيئين قانونياً، وعلى هيئة تنظيم الإعلام سحب رخصهم ومنعهم من الظهور الإعلامي حتى في منصات التواصل الاجتماعي. فما صدر منهم من إسقاط حد السقوط لا يمكن أن يُربط بالإعلام الرياضي السعودي ولا أن يُقبل به كمثال لمستوى الفكر الذي يقود هذا الإعلام.
فهل نرى تلك الوقفة الصارمة أم يتم التعامل مع هذه الواقعة بشكل أقل مما يجب؟ الأمر الذي إن حدث فقد يؤدي مستقبلاً ليس لتكرار هذا الإسفاف فقط، ولكن لما هو أبعد منه.
