التقارير والحوارات

مسيوب: المنتخب المغربي اليوم يعيش واحدة من أزهى فتراته الكروية والدوري السعودي أصبح صناعة عالمية

 

الكأس – وائل فطوش

في إطار اهتمام صحيفة الكأس السعودية برصد آراء الشخصيات الإعلامية البارزة حول كرة القدم العربية والإفريقية، أجرينا هذا الحوار الخاص مع الإعلامية المغربية مريم مسيوب، أحد أبرز الوجوه الإعلامية في مجموعة MBC، وصاحبة الحضور اللافت في تغطية الأحداث الرياضية الكبرى.
في هذا اللقاء، تتحدث مسيوب عن آخر استعدادات المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا، وحظوظ “أسود الأطلس” في التتويج، كما تتوقف عند التجربة السعودية في تطوير دوري روشن واستقطاب النجوم العالميين، إضافة إلى رؤيتها لمستقبل الكرة الخليجية، خصوصًا في البحرين حيث تعيش بين المنامة والرياض.

 

بدايةً، كيف تقيّمين آخر تحضيرات المغرب لاستضافة كأس أمم إفريقيا من حيث التنظيم والجانب اللوجستي؟

المغرب أثبت خلال السنوات الأخيرة أنه أصبح مدرسة حقيقية في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، بفضل الاستثمارات الضخمة التي وُجهت للبنية التحتية. هناك مطارات حديثة، شبكة طرق متطورة، وفنادق بمعايير عالمية، فضلًا عن ملاعب بمواصفات الفيفا. والأهم من ذلك هو التجربة التراكمية، حيث سبق لنا أن استضفنا بطولات مختلفة مثل كأس العالم للأندية وكأس أمم إفريقيا للمحليين، وكلها عكست صورة إيجابية عن بلدنا. التحضيرات الحالية تبرهن على أن المغرب جاهز ليس فقط لاستضافة بطولة قارية، بل حتى لمنافسة دول كبرى في استضافة كأس العالم. وأنا متأكدة أن الجماهير التي ستزور المغرب ستعيش تجربة متكاملة، رياضية وسياحية وثقافية.

ما هو انطباعك حول ملعب الرباط الجديد بعد افتتاحه، وهل ترينه واجهة مشرفة لكرة القدم المغربية؟

بصراحة، ملعب الرباط الجديد لا يمكن اعتباره مجرد منشأة رياضية، بل هو مشروع استراتيجي. تصميمه المعماري عصري ويضاهي كبرى الملاعب الأوروبية، سواء من حيث المدرجات، أو الإضاءة، أو التكنولوجيا المستخدمة في أرضية الملعب. هذا الملعب سيكون واجهة حضارية للمغرب، ويمنح انطباعًا إيجابيًا للزوار والإعلام الدولي. والأهم من ذلك أنه سيتيح للجماهير المغربية تجربة مشاهدة استثنائية، وهو ما يعكس الرغبة الحقيقية في جعل كرة القدم وسيلة لتطوير صورة المغرب عالميًا. شخصيًا شعرت بالفخر عندما شاهدت افتتاحه، لأنه يجسد رؤية المغرب في أن الرياضة لم تعد مجرد منافسة، بل صناعة متكاملة.

برأيك، ما هي حظوظ المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا المقبلة مقارنةً ببقية المنتخبات المنافسة؟

المنتخب المغربي اليوم يعيش واحدة من أزهى فتراته الكروية. لدينا جيل استثنائي من اللاعبين الذين ينشطون في أقوى الأندية الأوروبية، من الدوري الإنجليزي إلى الإسباني والفرنسي. هذا الجيل يتميز ليس فقط بالمهارة الفردية، بل أيضًا بالانسجام وروح المجموعة، وهو ما لمسناه في كأس العالم الأخيرة بقطر عندما وصلنا إلى نصف النهائي وكتبنا التاريخ كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق ذلك. صحيح أن المنافسة ستكون شرسة مع وجود منتخبات قوية مثل السنغال، الكاميرون، ومصر، لكن في اعتقادي المغرب أصبح يمتلك عقلية البطل. إذا حافظ اللاعبون على التركيز وتجنبوا الإصابات، فأنا أرى أننا مرشحون وبقوة للتتويج.

عشتِ لحظة تتويج المغرب بكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين.. كيف ترين أهمية هذا الإنجاز؟

تلك اللحظة ستظل راسخة في ذاكرتي إلى الأبد. فوز المنتخب المحلي لم يكن مجرد لقب، بل هو رسالة واضحة بأن البطولة الوطنية المغربية قادرة على إنجاب نجوم كبار. هذا الإنجاز أكد أن كرة القدم المغربية ليست معتمدة فقط على المحترفين في الخارج، بل هناك قاعدة متينة من اللاعبين المحليين الذين يملكون الموهبة والطموح. كما أنه منح ثقة للمدربين المغاربة في الاعتماد على الأسماء الشابة ومنحها الفرصة. بالنسبة لي، هذا التتويج كان نقطة تحول، لأنه جعلنا نؤمن بأن المغرب قادر على المنافسة على كل المستويات، سواء بالمحترفين أو بالمحليين.

وهل تعتقدين أن المنتخب المحلي قادر على المنافسة بقوة والتتويج ببطولة كأس العرب في قطر؟

بالتأكيد، المنتخب المحلي يملك الإمكانيات للمنافسة. نحن نتحدث عن لاعبين خاضوا تجارب قارية واعتادوا على الضغط الجماهيري والإعلامي. بطبيعة الحال، البطولة لن تكون سهلة، لأن هناك منتخبات قوية مثل السعودية ومصر والجزائر، لكن إذا أُعد المنتخب بشكل جيد على المستوى البدني والتكتيكي، فأنا واثقة أنه سيكون من أبرز المرشحين. شخصيًا أرى أن مثل هذه البطولات تمنح اللاعبين المحليين فرصة لا تُقدّر بثمن للظهور على الساحة العربية، وربما فتح أبواب الاحتراف الخارجي. وبالتالي الإنجاز سيكون له أبعاد رياضية وشخصية لكل لاعب.

بالانتقال إلى الدوري السعودي، كيف تقيمين الطفرة الكبيرة التي شهدها خلال السنوات الأخيرة؟

الدوري السعودي تحوّل إلى نموذج عالمي في ظرف قياسي. حجم الاستثمارات التي وُضعت فيه، واستقطاب نجوم كبار من أوروبا وأمريكا اللاتينية، جعلاه حديث الإعلام العالمي. اليوم، عندما نتحدث عن دوري روشن، فإننا نتحدث عن بطولة تُبث في مختلف القارات وتجذب المتابعين من كل مكان. هذا التطور لا يخدم فقط الأندية، بل ينعكس أيضًا على المنتخب السعودي، لأن اللاعبين المحليين باتوا يلعبون إلى جانب نجوم عالميين ويتعلمون منهم عقلية الاحتراف. كما أن الجانب التسويقي والإعلامي رفع من قيمة الدوري، وجعل كرة القدم السعودية صناعة حقيقية لا تقل عن الدوريات الكبرى.

من وجهة نظرك، ما هي الأندية الأوفر حظاً لحصد لقب دوري روشن هذا الموسم؟

المنافسة في دوري روشن دائمًا ممتعة، لأن هناك أكثر من فريق يملك كل المقومات للتتويج. الهلال يبقى المرشح الأول بحكم تاريخه الكبير وخبرته في حسم البطولات، لكن الاتحاد والنصر لا يقلان قوة، خصوصًا بعد الصفقات الكبيرة التي أبرموها مؤخرًا. الاتحاد يمتاز بالصلابة والانسجام، بينما النصر يملك أسماء هجومية لامعة قادرة على صناعة الفارق في أي لحظة. أعتقد أن الصراع سيكون مفتوحًا حتى الجولات الأخيرة، وهو ما يمنح الدوري إثارة وتشويقًا لا نجده كثيرًا في دوريات المنطقة.

كيف تقيمين فرص المنتخب السعودي في بلوغ كأس العالم مجددًا، خاصة في ضوء أدائه الأخير؟

المنتخب السعودي أثبت في السنوات الأخيرة أنه يملك شخصية قوية، والدليل كان فوزه التاريخي على الأرجنتين في مونديال قطر. هذا الانتصار رفع سقف التطلعات وأظهر أن الأخضر قادر على مواجهة الكبار. أرى أن التأهل إلى كأس العالم المقبلة أمر ممكن جدًا، لأن هناك دعمًا لا محدود من الاتحاد والجهات الرسمية، إضافة إلى جماهير عاشقة تدفع اللاعبين للأمام. صحيح أن التصفيات الآسيوية صعبة وتشهد منافسة قوية من اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، لكن المنتخب السعودي يملك ما يكفي من الخبرة والطموح ليكون حاضرًا مرة أخرى، وربما يحقق نتائج أفضل من السابق.

أخيراً، بما أنك تقيمين بين السعودية والبحرين، كيف ترين مستوى الدوري البحريني حالياً ومدى التطور الذي يعيشه؟

الدوري البحريني قد لا يحظى بالزخم الإعلامي الكبير مثل الدوري السعودي، لكنه يسير بخطوات مدروسة نحو التطور. هناك اهتمام واضح بتكوين قاعدة صلبة من اللاعبين المحليين، والاستثمار في الفئات السنية، وهذا ما لاحظته عن قرب خلال وجودي في البحرين. إذا استمر العمل بهذه الوتيرة، فأنا أعتقد أن الكرة البحرينية سيكون لها حضور أقوى على المستوى الخليجي والعربي خلال السنوات المقبلة. كما أن الروح الجماهيرية في البحرين مميزة، فهي تضفي على المباريات حماسًا خاصًا، وهذا ما يجعلني متفائلة جدًا بمستقبل الدوري البحريني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com