التقارير والحوارات

الحراس يشعلون ميركاتو روشن مع نهايته والوطني الرابح الأكبر

 

الكأس – عبدالله العبيدي

لم يكن سوق الانتقالات الصيفية في دوري روشن السعودي هذا العام عاديًا على الإطلاق، بل جاء مليئًا بالمفاجآت والصفقات النوعية التي غيرت ملامح المنافسة. المثير أن الحراس خطفوا الأضواء من المهاجمين وصناع اللعب، ليصبحوا العنوان الأبرز للميركاتو. فمنذ سنوات طويلة لم نشهد هذا الكم من التغييرات والتدعيمات في مركز حراسة المرمى، وهو ما يعكس وعي الأندية بأهمية هذا المركز الحساس الذي كثيرًا ما يحدد مصير البطولات.


النصر ومنافسة تحت الضغط

يعيش النصر وضعًا خاصًا مع عودة الحارس الدولي المتألق نواف العقيدي بعد تجربة إعارة ناجحة مع الفتح. العقيدي أظهر مستوى رائعًا هناك في الأحساء، حتى أن الفتح حاول شراء عقده بشكل نهائي لكنه لم ينجح. عودته تضع البرازيلي بينتو تحت ضغط كبير، خاصة بعدما تعرض لانتقادات واسعة بسبب أخطائه المؤثرة في الموسم الماضي، والتي كلفت الفريق خسارة كأس السوبر السعودي. المنافسة بين العقيدي وبينتو لن تكون عادية، بل معركة على مركز حساس قد يحدد هوية بطل الدوري. وجود حارس سعودي شاب إلى جانب حارس أجنبي بخبرة كبيرة يمنح النصر مرونة، لكنه في الوقت نفسه يفرض على الجهاز الفني اتخاذ قرارات صعبة باختيار المتألق بينهما.
—–

الاتحاد وتعزيز العمق

الاتحاد بطل الثنائية المحلية، الذي اعتاد جماهيره على رؤية فريق قوي في كل الخطوط، لم يترك مركز الحراسة دون تعزيز. الصربي رايكوفيتش يُعدّ من أبرز الحراس في الدوري، لكن إصابته الموسم الماضي أظهرت حاجة الفريق إلى بديل بمستوى عالٍ. لذلك تعاقد النادي مع محمد العبسي قادمًا من الشباب. هذه الخطوة لم تكن مجرد إضافة عددية، بل تعزيز نوعي يرفع مستوى المنافسة مع الحارس الشاب حامد الشنقيطي. وجود أكثر من خيار قوي يضمن للاتحاد أن يظل عرينه آمنًا مهما كانت الظروف، خصوصًا أن الفريق يطمح للمنافسة على كل البطولات هذا الموسم.

الأهلي واستقرار العملاق ميندي

على عكس الأندية الأخرى، لم ينخرط الأهلي في سباق الحراس الصيفي. السبب بسيط ومباشر: امتلاكه الحارس السنغالي العملاق إدوارد ميندي. الأخير كان كلمة السر في تتويج الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، بعدما قدّم أداءً استثنائيًا في الأدوار الحاسمة. ولم يتوقف عند ذلك، بل واصل التألق في كأس السوبر السعودي أمام النصر، حيث كان البطل الأول بتصدياته لركلات الترجيح التي قادت الراقي للتتويج. هذا الاستقرار في مركز الحراسة يمنح الأهلي ميزة إضافية، إذ يستطيع التركيز على تدعيم مراكز أخرى، وهو ما يجعله منافسًا قويًا هذا الموسم. وجود ميندي أيضًا يرفع من روح الفريق وثقته، فالحارس الذي يملك هذه الكاريزما يُشعِر زملاءه بالأمان.

___

الهلال.. أمان بونو لا يكفي

المغربي ياسين بونو أثبت أنه أحد أفضل الحراس في العالم بعدما قدّم عروضًا مبهرة مع الهلال، خاصة في كأس العالم للأندية حيث كان بطلًا حقيقيًا بتصدياته الحاسمة. ورغم هذا التألق الكبير الذي طمأن جماهير الزعيم، إلا أن المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي لم يركن إلى هذا الأمان. فقد أدرك أن الموسم طويل ومزدحم بالمنافسات القارية والمحلية، وأن غياب بونو لأي سبب – سواء للإصابة أو للمشاركة في كأس أمم إفريقيا – قد يترك الفريق مكشوفًا. لذلك جاء التعاقد مع الفرنسي الشاب ماتيو باتويي من ليون خطوة مدروسة لتعزيز الاستقرار، وضمان وجود بديل قادر على حمل المسؤولية عند الحاجة. هذه الصفقة تعكس فلسفة الهلال في بناء فريق لا يعتمد على نجم واحد مهما كانت قيمته.

الشباب وجروهي.. خبرة مطلوبة

الشباب قرر العودة إلى مدرسة الخبرة من خلال التعاقد مع البرازيلي مارسيلو جروهي، الحارس الذي يعرفه الدوري السعودي جيدًا بعد رحلته الطويلة مع الاتحاد. الفريق العاصمي أدرك أن مشكلاته في السنوات الماضية لم تكن هجومية فقط، بل دفاعية أيضًا بسبب غياب حارس بخبرة كبيرة. جروهي جاء ليملأ هذا الفراغ، وليمنح الخط الخلفي الطمأنينة التي افتقدها. وجوده يمثل عامل استقرار، ويعيد للشباب القدرة على المنافسة بثقة، خصوصًا أنه يعرف خبايا الدوري جيدًا ويملك القدرة على قيادة الفريق من الخلف.

نيوم.. ثلاث صفقات دفعة واحدة

الوافد الجديد نيوم لم يكتف بصفقة واحدة في مركز الحراسة، بل تعاقد مع ثلاثة دفعة واحدة. البداية كانت مع البولندي مارسين بولكا، لكن إصابته بالرباط الصليبي كانت ضربة قوية للفريق. الإدارة تحركت سريعًا لتجلب البرتغالي لويس ماكسيميانو من ألميريا الإسباني، بالإضافة إلى الحارس السعودي رائد أزيبي من الخليج. هذه التحركات المكثفة تؤكد أن نيوم يعي تمامًا أن الثبات الدفاعي شرط أساسي للبقاء بين الكبار، وأن أي خلل في هذا المركز قد يُكلفه كثيرًا في موسمه الأول في دوري روشن.

تنقلات تزيد من سخونة السوق

التحركات لم تتوقف هنا، فالفتح تعاقد مع الإسباني فيرناندو باتشيكو لتعويض رحيل العقيدي، فيما أضاف الرياض الحارس السلوفيني جان بيتيك لتدعيم صفوفه. النجمة استعان بحارس برازيلي مخضرم ليقود عرينه بعد فشل ضم ماكسيميانو، أما القادسية فقد أبرم صفقة مشاري سينيور القادم من الرائد، رغم صعوبة مشاركته بوجود البلجيكي كوين كاستيلس. الاتفاق بدوره أضاف عبد الباسط هوساوي، الحارس الذي أثبت نفسه مع ضمك، ليعزز صفوفه قبل بداية الموسم. هذه التنقلات المتنوعة جعلت السوق أكثر سخونة، وأكدت أن جميع الأندية باتت تدرك أن حراسة المرمى لم تعد مركزًا يمكن إهماله.

تأثير مباشر على الحارس الوطني

هذا الحراك غير المسبوق في سوق الحراس ستكون له انعكاسات إيجابية مباشرة على مستوى الحارس الوطني السعودي. وجود أسماء عالمية بحجم بونو وميندي وجروهي، وأخرى أوروبية شابة مثل باتويي وماكسيميانو، يمنح الحراس المحليين فرصة للاحتكاك المباشر بأفضل المدارس التدريبية. هذا يعني أن الحارس السعودي سيكتسب خبرات جديدة، وسيرتفع سقف طموحه ليصل إلى نفس مستوى النجوم العالميين الذين يجاورهم في الدوري. والأهم أن هذا التطور سيأتي في توقيت مثالي، مع اقتراب الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، حيث تعوّل الجماهير على الحراس المحليين ليكونوا أحد عوامل التفوق في رحلة الحلم العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com