أحمد الخير يكتب:”حين يسجل الجمهور هدفاً”

هناك أحداث لا تموت مع الزمن، يمكنك أن تكتب عنها بعد يومين أو شهر أو حتى عام !
في أحد كلاسيكوهات دوري أدنوك للمحترفين، احتشدت جماهير الوصل والعين في استاد زعبيل مسرح الإمبراطور.
هناك تنافس الفريقان أولاً على الحضور الجماهيري، شدّت جماهير العين الرحال قاطعة مسافة 150 كيلو متراً، لتُسّر عينُها بفريقها، متناسية أن في دبي كل شيء يُذهلك ..
في زمن الصورة، أبت جماهير الوصل إلا أن تكون صانعة الصورة، في المدرجات ارتفعت لوحة عملاقة، تشاهد فيها امرأةً كبيرة، مالذي أتى بها ؟ وما الذي أحضرها بين هؤلاء؟
“أم عليّ” مشجعة وصلاوية وفيّة، عُرفت بحّبها لنادي الوصل، ومن حسن حظها أن نادي الوصل له من اسمه نصيب، فهو يصِل أوفياءه وإن تقدم بهمُ العمر، يأتي بهم وإن حُملوا على كرسي متحرك ! صورتها التي ارتفعت أمام الملأ، حركت المدرجات قبل الصافرة، سجل الوصل هدفاً قبل بداية المباراة، صنعه الجمهور، وأعطى تمريرته “الأولتراس الوصلاوي” واحتفلت به “أم عليّ” كوالدةٍ تحتفي بأبنائها البررة..
وحدها المدرجات من بمقدورها تقديم كل هذه الرسائل الجميلة، التشجيع لا يقتصر على الهتاف لحظة الهدف، ولا الصراخ عند ضياع الفرصة، التشجيع انتماء وتقدير، التشجيع “رسائل حب هاربةٍ من كتب الشوقِ المنسية” كما غنّت ماجدة الروميّ. متى تؤمن الجماهير أنها من تصنع الحدث؟
متأكد أن هذه المباراة ستشحذ هِمَم مشجعي كل الفرق،تذكّرهم بدورهم الكبير في دعم الفريق، واظهار روح التعاون بين محبي الكيان، وتقديم الرسائل المجتمعية التي تساهم في تقوية العلاقة بين النادي ومنسوبيه وجماهير، والأكيد دورها المبير في استقطاب مشجعين جدد، تلفتهم الرسائل الإنسانية النبيلة قبل الأهداف الكروية الجميلة..
يُقال بأن المشجعين في كرة القدم هم اللاعب رقم 12، عفواً عزيزي القائل ! الجماهير هي اللاعب رقم “1” وبدون حارس المرمى لا يمكن للمباراة أن تبدأ ..