الكأس – طارق الأسلمي
من ساحات الدرجة الثانية في بلجيكا إلى ملاعب القارة الإفريقية، رسم مدرب الحراس البلجيكي جيري أوستي، مسيرة مميزة جعلته اليوم على رأس الجهاز الفني لتدريب حراس مرمى منتخب أوغندا، بعد تجارب غنية في بلجيكا، هولندا، والكونغو برازافيل.
بدأ أوستي مشواره من نادي سينت نيكلاس، حيث أسس أيضًا أكاديمية متخصصة لتكوين حراس المرمى. ثم انتقل إلى تدريب الفريق الأول لنادي فاسلاند بيفرين لخمسة مواسم، تلاها محطة في أو إتش لوفين وإم في في ماستريخت الهولندي لأربعة مواسم، قبل أن يخوض مغامرة إفريقية مع منتخب الكونغو برازافيل واليوم منتخب اوغندا.
ويؤكد أوستي في حديث خاص لصحيفة «الكأس» أن مشروعه الأكبر يتمثل في أكاديميته، التي تهدف إلى تثقيف وإعداد الحراس الشباب وصقل مواهبهم ليكونوا جاهزين للفرق الكبرى.
وحول فلسفته في اللعبة، شدد على أن:”حارس المرمى في كرة القدم الحديثة لم يعد مجرد ملتقط للكرات. هو القائد، أول من يهاجم وآخر من يدافع. قوته الذهنية واستقراره عامل حاسم، لأن خطأه قد يكون قاتلاً”.
وعن تقييمه لمستوى الحراس على الساحة العالمية والعربية، اعتبر أن البلجيكي تيبو كورتوا هو الأكثر اكتمالاً حالياً والأفضل في التقاط الكرات، قوي ذهنيًا وقائد بالفطرة، بينما يرى أن المغربي ياسين بونو، حارس الهلال السعودي، هو الأفضل عربياً والأكثر تكاملاً واحترافية، مشيدًا في الوقت نفسه بالمستوى المميز لحراس الدوري السعودي الذين استفادوا من قوة المنافسة بعد توافد نجوم عالميين رفعوا من إيقاع البطولة.
كما حرص أوستي على توجيه النصائح للحراس الشباب، موضحًا أن الأهم هو إتقان حركة القدمين، التعامل مع الكرات العالية، والتدريب على مواجهة الأخطاء، إضافة إلى الالتزام بنمط حياة صحي داخل وخارج الملعب.
وبين خبراته الممتدة عبر القارات وأحلامه في تطوير جيل جديد من الحراس، يبقى جيري أوستي شاهدًا حيًا على أن مركز الحراسة لم يعد مجرد وظيفة دفاعية، بل قلب نابض للفريق بأكمله.
