مقالات رأي

تركي الحربي يكتب:” ليلة هروب لودي!”

لا جديد، لم تحظَ حادثة هروب اللاعب البرازيلي (رينان لودي) بالتغطية التي توازي الحدث، بل على العكس حاول الإعلام الأزرق، وهو المسيطر على مفاصل الإعلام الرياضي لدينا، أن يوجه الرأي العام الرياضي باتجاه آخر وزاوية أخرى بعيداً عن دائرة انتقاد إدارة النادي العاصمي، والتي يراها ذلك الإعلام من المحظورات. وعليه فقد سُلَّت السيوف وتعالت الصرخات الغاضبة، ولكن تجاه الاتحاد السعودي ولجانه، والقول إنه هو من يتحمل المسؤولية كاملة من خلال إيجاده لنظام يسمح للأندية بالمخالفة والوقوع في شرك لودي وغيره من الأجانب، والحديث هنا عن نظام المواليد الأجانب.

لكن هذا الإعلام، الذي للأسف يسعى جاهداً أن يكون حائط صد للنادي العاصمي بدلاً من أن ينتصر لمهنيته واستقلاليته، لم يسأل نفسه: لماذا لم نشاهد نفس فيلم الهروب البرازيلي في الأندية الأخرى، وتحديداً الاتحاد والنصر والأهلي، كونها أندية الواجهة لمشروعنا الرياضي اليوم؟

الجواب الذي يتحاشى هذا الإعلام قوله وكتابته: إن هذه المشكلة فعلياً هي قضية خاصة بالنادي ولاعبه، وليس من المصداقية سحب الحديث فيها إلى اللجان وتجاهل الخطأ الإداري الذي وقعت فيه إدارة فهد بن نافل وهي تتعاقد مع ثلاثة لاعبين بنفس المركز، اثنان منهم محترفون أجانب، وهو ما يعد خطأ لا يمكن تبريره ولا تمريره. ولكن، كالعادة، الإعلام الأزرق غض الطرف عن هذا الخطأ.

كما غض النظر عن التعاقدات الزرقاء غير المدروسة كما يبدو، والتي أوصلت المحترفين الأجانب بالنادي إلى 14 محترفاً، مما يعني زيادتهم عن الحاجة الفنية والفعلية للفريق، وبالتالي صعوبة التعامل مع هذا التكديس!! إلا من خلال حلول غير عملية ولا منطقية، منها ركن بعض هؤلاء اللاعبين على الرف ثم الاستفادة منهم في بطولة آسيا معدودة المباريات، وهم من كلفوا النادي الملايين!!

وهذا التعامل المبني على فكرة (الترقيع) لن يقبل به الكثير من المحترفين، والنتيجة، وبعد العديد من النقاشات التي أجرتها الإدارة الزرقاء حول هذا الأمر مع محترفيها، جاءت الصدمة: هروب لودي .. وإرساله رسالة بأنه سيفسخ عقده من طرف واحد!!

الأمر الذي كان حديث كل الوسط الرياضي غير الأزرق جماهيرياً وإعلامياً، حيث كان الإعلام والجمهور الأزرق – كما أسلفنا – يحاولان عدم التركيز على الواقعة في محاولة بائسة لتعزيز فكرة النادي الكامل الذي لا يخطئ فيه أحد.

ختاماً، هذه الحادثة ساهمت في عودة السؤال الأزلي من جديد:
متى يكون الإعلام الرياضي للجميع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com