في عالم كرة القدم، كثيرًا ما يُسلط الضوء على المدربين واللاعبين باعتبارهم أبطال المشهد الرئيسي، لكن خلف الكواليس، هناك عنصر لا يقل أهمية عن الأداء على المستطيل الأخضر .
الإدارة في كرة القدم ليست مجرد جهة تنظيمية أو إدارية، بل هي الإطار والبيئة التي تحتضن العمل الفني، وتؤثر بشكل مباشر على نتائجه.
الإدارة الناجحة تُشبه القاعدة المتينة التي يُبنى عليها كل شيء. هي من تضع الخطط طويلة المدى، وتوفر الموارد، وتخلق المناخ المثالي الذي يسمح للمدرب واللاعبين بالتركيز الكامل على الأداء. عندما تكون الإدارة واعية ومدروسة، فإنها ترتقي بالعمل الفني، وتدفعه لتحقيق إنجازات قد تبدو مستحيلة. فهي التي تستثمر في الكفاءات، وتستقطب المواهب، وتعمل على إزالة العوائق التي قد تعترض طريق الفريق.
لكن، ماذا لو كان العمل الفني أكبر من الإدارة؟ هنا تظهر فجوة خطيرة. فريق يمتلك مدربًا عبقريًا ولاعبين موهوبين، لكن يعاني من إدارة ضعيفة، سيجد نفسه في حالة صراع دائم. القرارات العشوائية، غياب التخطيط، والنزاعات الداخلية قد تُجهض أي مشروع ناجح حتى لو كان يمتلك أفضل العناصر الفنية.
الارتقاء في كرة القدم لا يتحقق بالعمل الفني وحده، ولا بالإدارة وحدها. العلاقة بين الطرفين تكاملية، مثل ترسَين يدفعان عجلة الفريق نحو النجاح. الإدارة القوية تُلهم العمل الفني، والعمل الفني المميز بدوره يعزز مكانة الإدارة ويُبرز نجاحها.
في النهاية، كرة القدم ليست مجرد لعبة تُلعب على أرض الملعب، بل منظومة متكاملة. الإدارة هي العمود الفقري لهذه المنظومة، فإن ارتقت، ارتقى الفريق معها. وإن تعثرت، فقد ينجح العمل الفني لبعض الوقت، لكنه لن يصمد طويلاً دون دعم إداري قوي ومستدام.
