هشام الرشيدي يكشف أسرار فيلم الماموث ويؤكد: السينما العربية قادرة على المنافسة العالمية

الكأس: مروة حسن
يفتتح المخرج هشام الرشيدي أبواب عالمه السينمائي المدهش في حوار حصري مع صحيفة “الكأس”، ليكشف أسرار فيلمه الجديد “الماموث”. والرشيدي الذي أثبت نفسه كصانع رؤية سينمائية فريدة، يرفع سقف الطموح للسينما العربية، ويقدم تجربة متكاملة تمزج بين المؤثرات البصرية الضخمة والدراما الإنسانية، من خلال إنتاج وجرافيكس حمل توقيع شركة تريند التي ساهمت بدور محوري في إخراج الفيلم بمستوى بصري عالمي.
_ ما الشرارة الأولى التي أوحت لك بفكرة الفيلم، وكيف تحوّلت من مجرد خيال إلى مشروع سينمائي استغرق ثلاث سنوات؟
كنت طول الوقت أفكر في كيفية تقديم سينما عربية توازي ما يحدث في هوليوود، ولكن بتوجه مختلف، لا يقتصر على الأكشن أو الدراما التقليدية، بل يتجه إلى أفلام تعتمد على المؤثرات البصرية، وبطلها كائن ضخم، وبدأنا بفيلم “ماكو”، ثم جاء دور كريم هشام الذي أجرى بحثًا مكثفًا للوصول إلى فكرة الماموث، كونه كائن محبوب من كل الأعمار وقصته حقيقية.
_ ما أبرز التحديات التي واجهتك في التحضير، خصوصًا مع وجود مخلوق عملاق؟
التحديات كانت متعددة، من صياغة سبب منطقي لظهور الماموث في مصر، إلى تصميم حركة الكائن وتفاعله مع البشر. كل التفاصيل الدقيقة كانت حاسمة لنجاح الفيلم وجعلته مقنعًا وواقعيًا.
_ كيف قسمت مراحل العمل بين كتابة السيناريو، التحضير، التصوير، والمؤثرات البصرية؟
بدأنا بالتحضير وتصميم الماموث والسباينوسورس، واختيار مواقع تصوير تمثل الطابع المصري، والتصوير تم على فترات مع تجهيز دقيق لكل مشهد لضمان دمج المؤثرات والواقع بطريقة سلسة ومبهرة.
_ استعنت بفريق أجنبي سبق له العمل في هوليوود، ما الذي أضافه هؤلاء المحترفون؟
اعتمدنا على خبرات مصرية سبق لها العمل في مشاريع هوليوودية، ما منحنا ثقة كبيرة في إنجاز الفيلم بالمستوى العالمي، والاستعانة بالأجانب اقتصرت على تصميم المعارك، أما باقي العمل فكان بأيادٍ مصرية.
_ كيف تعاملتم مع تصميم شخصية الماموث ليبدو واقعيًا؟
درسنا حركة الفيلة وتعبيراتها الجسدية، إلى جانب مراجعة الأبحاث التاريخية عن الماموث، والدمج بين الواقع العلمي والتصميم الإبداعي أتاح لنا تقديم شخصية حية وواقعية على الشاشة.
_ هل اعتمدتم على motion capture بالكامل، أم دمجتم مع التحريك الرقمي؟
استخدمنا الدمج بين motion capture والتحريك الرقمي الكامل لضمان الواقعية في المشاهد المعقدة مع الحفاظ على حرية الإبداع في التعبيرات والتفاصيل.
_ ما معاييرك في اختيار نجوم الفيلم؟
اعتمدنا على إيمانهم بالمشروع واستعدادهم لبذل أقصى جهد، وأحمد صلاح حسني امتلك كارزما البطل وقدرات جسمانية مميزة، هنادي مهنا أضافت البعد الإنساني والدرامي، ومحمد ثروت أضفى لمسة كوميدية خفيفة.
_ كيف أعددت الممثلين للتفاعل مع كائن غير موجود فعليًا؟
اعتمدنا على بروفات ورسومات ثلاثية الأبعاد لتحديد حجم الماموث وحركاته، مع استخدام ممثل بديل لإعطاء إحساس واقعي بوجود الكائن أمامهم.
_ هل الجمهور العربي مهيأ لتلقي فيلم خيال علمي بهذا الحجم؟
الجمهور العربي متعطش لأعمال عالمية مشابهة، وتطورت معاييره البصرية،والتحدي كان تقديم تجربة ممتعة ومتكاملة تجعل المشاهد يختار السينما ويعيش تجربة مختلفة تمامًا.
_ ما التغييرات التي تراهن عليها لجعل الفيلم نقطة تحول في صناعة السينما المصرية؟
الرهان الأكبر هو إدخال نوع جديد من السينما يعتمد على المؤثرات الضخمة والهوية المصرية، لإظهار أن مصر قادرة على تقديم أعمال عصرية ومتكاملة دون فقدان الطابع المحلي.
_ بعد عودة الماموث، هل تفكر في جزء ثانٍ أو أعمال جديدة داخل نفس العالم السينمائي؟
العالم الذي بنيناه واسع ومليء بالاحتمالات، قد نكمل الأحداث في جزء ثانٍ أو spin-off يركز على شخصيات أو كائنات أخرى، لكن الأهم الآن تقديم الجزء الأول بأفضل صورة.
_ هل هناك جيل جديد من الجمهور العربي متعطش لأفلام الخيال العلمي؟
نعم، الجيل الجديد متابع للأعمال العالمية من منصات مثل نتفلكس وديزني، ومستعد لتجارب من النوع ذاته بلغتهم وبصناعة عربية، ما يمنحنا الثقة لخوض مغامرات سينمائية أكبر.
_ هل تلقيت عروضًا من منصات عالمية قبل عرض الفيلم في السينما؟
نعم، وصلتنا عروض من منصات كبرى، لكن حرصنا على الأولوية للعرض السينمائي لضمان تجربة بصرية وسمعية أقوى، قبل النظر في حقوق المنصات العالمية.
_ ما الرسالة الإنسانية أو البيئية التي يرمز إليها الماموث؟
الماموث رمز لعلاقتنا بالطبيعة والتاريخ، ويؤكد ضرورة احترام البيئة والتفكير في تبعات تصرفاتنا، مع تقديم تجربة بصرية ودرامية ممتعة.
_ ما الكلمة التي توجهها لصحيفة الكأس وجمهور السعودية؟
أشكر صحيفة الكأس على دعمها واهتمامها، وأوجّه تحية لجمهور السعودية الذي سيكون جزءًا من التجربة منذ اللحظة الأولى، وأتمنى أن يشعروا بأن الفيلم تجربة بصرية ودرامية متكاملة تفتح الباب لأعمال أكبر تجمعنا جميعًا على الشاشة.