ديميتروس.. يجب أن يبقى طويلاً

الكأس – علي آل محسن
في سيهات، لا أحد يشكّ في أن اليوناني ديمتروس أصبح أكثر من مجرد مدرّب. إنه ظاهرة، عقلية مختلفة، وبروفيسور حقيقي في كرة اليد.
قد لا ينال ما يفعله هذا الرجل النصيب الكافي من الضوء، لكن أرقامه وحدها تصرخ: 16 بطولة من أصل 20، من بينها ذهبية آسيا في الكويت، وصيف آسيا في الدوحة، ثلاثية الدوري وكأس الاتحاد المتتالية، خامس العالم، وأول انتصار لنادٍ سعودي على نادٍ أوروبي (بنفيكا البرتغالي) في سوبر جلوب.
من فلسفة مثيرة للجدل.. إلى منجم ذهب
حين جاء ديمتروس، كانت فلسفته مثيرة للاختلاف. البعض تردد، البعض الآخر شكك. لكن سرعان ما استوعب اللاعبون أفكاره، فتحوّل المشروع إلى منجم ذهب.
الانضباط صار منهجاً. كل شيء يُقاس: معدلات الجري، دقة التصويب، نسب التصدي، الاستجابة للأوامر الفنية. لا أسماء تضمن البقاء، ولا تاريخ يحمي أحداً. الأرقام وحدها هي التي تمنحك مكانك في القائمة.
كرة يد بعقل مختلف
بالنسبة لليوناني، كرة اليد ليست مجرد قوة بدنية. إنها هدوء في اتخاذ القرار، ذكاء في التوقيت، وكيفية تتفوّق على كمية. الفريق هو المنظومة، المنظومة تصنع اللاعب والإداري والمدرب. كل شيء مرتبط ببيئة عادلة: تعطيك بمقدار ما تقدّم.
لقب جديد.. عقلية قديمة
السوبر السعودي الأخير أمام الهدى كان شاهداً جديداً. مباراة صعبة، منافس شرس، فارق هدف وحيد. لكن اللقب ذهب حيث يعرف طريقه: إلى شوارع سيهات، حيث كرة اليد ليست مجرد رياضة، بل هوية مجتمع.
إنه اللقب 34 في تاريخ الخليج، إضافة أخرى إلى خزائن البروفيسور. النسر يواصل التحليق، وهذه المرة بجناحين يونانيين من ذهب.