الكأس- حسن آل قريش
في مسيرة استثنائية تجمع بين الرياضة والفن، أعلن الحكم الرياضي السابق لافي العصيمي اعتزاله ميدان التحكيم ليدخل عالم الشعر والقصيد، جامعًا بين الانضباط الذي عرف به في الملاعب وبين الإحساس العميق بالكلمة التي تحمل بين حروفها حب الوطن وفخر الانتماء.
عُرف العصيمي بدقته وحضوره المميز داخل المستطيل الأخضر، حيث مثّل نموذجًا للحكم الحازم الذي يوازن بين القانون والعدالة في اتخاذ القرارات. سنوات طويلة قضاها في الملاعب، جعلت منه شاهدًا على لحظات الفرح والانتصار، كما على لحظات التوتر والتحدي. لكنه رغم هذا الارتباط الوثيق بالرياضة، كان يحمل في قلبه موهبة موازية، ظلّت ترافقه بصمت: موهبة الشعر.
بإحساس صادق، أكد العصيمي أن الشعر لم يكن دخيلًا على حياته، بل كان رفيقًا منذ البدايات، وأن اعتزاله التحكيم لم يكن انسحابًا من الأضواء، بل انتقالًا إلى أفق أرحب، حيث يستطيع التعبير عن مشاعره العميقة وأفكاره الوطنية والإنسانية.
قال العصيمي:“في الملاعب كنا نُحسب بالثواني والقرارات السريعة، أما في الشعر فالمساحة أرحب والتعبير أعمق.”
يرى العصيمي أن ما يجمع الرياضة بالشعر أكثر مما يفرقهما، فكلاهما يحتاج إلى الانضباط والالتزام، وكلاهما يرتبط بالجمهور ووجدانه. كما أن الدعم غير المسبوق الذي تقدمه القيادة الرشيدة للرياضة والثقافة في المملكة فتح أمامه – وأمام غيره من أبناء الوطن – آفاقًا جديدة للإبداع.
وأشار قائلاً:“الدعم الحكومي للرياضة منحني فرصة التميز كحكم، والدعم الثقافي اليوم يفتح لي بابًا جديدًا لأعبّر عن حبي لهذا الوطن شعراً وكلمة.”
قدّم العصيمي عددًا من الأعمال الشعرية الوطنية التي تحوّلت إلى أغانٍ جسدت روح الانتماء والفخر، منها:
حنا فدا لك يا وطن (2021) غناء فيصل عبد الكريم.
فوق هامات السحب (2020) غناء أحمد الشهري.
راية فخر (2022) غناء شبل الدواسر.
يا محمد يا محمد (2023) غناء أحمد الخليدي.
عالي يا سعودي (2024) غناء مشجع مسفر.
هذه الأعمال كانت رسائل وطنية عبّرت عن العزة والوفاء، ورسّخت حضور العصيمي كشاعر وطني بامتياز، وانسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، يؤكد العصيمي أن كتاباته تسعى إلى إبراز القيم الوطنية وتعزيز الهوية السعودية، معتبرًا أن الوطن سيبقى المحور الرئيس لقصائده. وهو الآن يستعد لإطلاق ديوانه الشعري الأول الذي سيضم قصائد وطنية واجتماعية وغزلية، تشكل خلاصة تجربته الشعرية الممتدة على مدى سنوات.
