محمد لاشين يكتب:” المدرج يتنفس الصعداء .. الاتحاد يطوي صفحة بلان”

أعلن نادي الاتحاد قراره الحاسم بإقالة المدرب الفرنسي لوران بلان من قيادة الفريق الأول، قرارٌ جاء كقطرة ماء باردة على جبين جماهيرٍ أنهكها التراجع وأرهقها الانتظار، فخرجت تهتف في شوارع جدة بفرحة هستيرية، وكأنها تحتفل بانتصار طال انتظاره.
لوران بلان، الذي تولّى قيادة الاتحاد مع بداية الموسم الماضي، دخل النادي محمّلًا بسيرة ذاتية ذهبية، فقد سبق له أن حقق 15 لقبًا مع أندية أوروبية كبرى، أبرزها باريس سان جيرمان وبوردو. ومع الاتحاد، لم يكن حضوره خاليًا من الإنجازات؛ فقد قاد الفريق إلى ثنائية تاريخية، لقب دوري روشن ، وكأس خادم الحرمين الشريفين ،لكن المجد لم يدم طويلًا. فخلال 43 مباراة خاضها الفريق تحت قيادته، حقق 33 فوزًا ، 5 تعادلات ، و5 خسائر، وسجل الفريق 106 أهداف واستقبل 49 هدفًا.
ورغم هذه الأرقام، بدأت الشكوك تتسلل إلى المدرج الاتحادي، خاصة بعد الخسارة أمام الوحدة الإماراتي في دوري أبطال آسيا، ثم السقوط أمام النصر في الدوري المحلي، كانت الجماهير ترى أن الأرقام لا تعكس الروح، وأن الأداء الفني بات باهتًا، والتكتيك جامدًا، والقرارات داخل الملعب مثيرة للقلق.
إن ردة فعل الجماهير كانت نارية.على منصات التواصل، اشتعل هاشتاغ #اطردبلانيا_سندي، في إشارة مباشرة لرئيس النادي فهد سندي، تطالبه بإنهاء العلاقة مع المدرب الذي “سلّم المباريات بيده”، كما وصفه أحد المغردين،
وبعد إعلان الإقالة، تحوّل الغضب إلى فرحة كبيرة، تشعر فيها أن الجماهير تحتفل وكأنها فازت بكأس جديد، لم يكن القرار مجرد تغيير فني، بل كان استعادة للهوية، وعودة للنبض الاتحادي الذي لا يرضى إلا بالقمة.
أعلنت إدارة الاتحاد تكليف المدرب الوطني حسن خليفة بقيادة الفريق مؤقتًا، بمساعدة إيفان كاراسكو مدرب فريق تحت 21 عامًا، ريثما يتم التعاقد مع جهاز فني جديد. وتدور الأحاديث حول اسم المدرب البرتغالي سونيا كونسيساو، الذي يرى فيه كثيرون، الشخصية القادرة على إعادة التوازن الفني للفريق.
في نظر الجماهير، لم تكن الإقالة مجرد نهاية، بل كانت بداية جديدة، بداية لفريقٍ يريد أن يستعيد بريقه، ويعيد ترتيب أوراقه، ويكتب فصلًا جديدًا في تاريخه العريق. فالاتحاد ليس مجرد نادٍ، بل هو حكاية مدينة، وصوت مدرج، وذاكرة وطن.