نصير الزيدي يكتب:” تصفيات الملحق.. حلم الجميع للوصول إلى العالمية”

نعم، لقد وصلنا إلى النهاية، وبدأت القلوب تخفق والأنظار تشخص، والاستعداد قائم على قدمٍ وساق، فالفرق الستة على أحرّ من الجمر انتظارًا لانطلاق صافرة بداية الملحق. ولعلّ أجمل ما يميز هذا الملحق هو تقارب المستويات؛ فلا يوجد فريق “صغير” يمكنك الفوز عليه بسهولة، ولا “كبير” تضمن التغلب عليه حسب التوقعات، فالكل في خانة واحدة.
الأخضر السعودي المستضيف تأهّل إلى الملحق في اللحظات الأخيرة، ويبدو أن الاحتراف الذي دخل ساحة الكرة السعودية قد أثّر على منتخبها بعض الشيء. أمّا إندونيسيا، صاحبة المفاجأة، فلم تعد تلك الدولة التي تأتي للمشاركة فقط، بل أصبح منتخبها يرعب الجميع، إذ يضم مزيجًا من المجنّسين الأوروبيين الذين يملكون خبرات كبيرة وصولات في الملاعب الأوروبية.
أما الأبيض العراقي، فبدايته في التصفيات لم تشبه نهايتها، وكان الوصول إلى الملحق أقلّ ما يمكن أن يحققه القائمون على الكرة العراقية.
وفي المجموعة الثانية التي سيستضيف العنّابي أحداثها، فالوضع مشابه للمجموعة الأولى من حيث الشكل والمضمون، باستثناء أن معظم فرقها عربية خليجية تعرف بعضها جيدًا.
العنّابي القطري بقيادة لوبيتيغي يسعى بكل قوة للتأهل، وقد أعدّ العدّة وينتظر صافرة البداية. أمّا الأبيض الإماراتي، فيعرف تمامًا ما يعنيه المونديال، فقد سبق أن تأهّل إلى مونديال إيطاليا 1990، ويسعى لتكرار التجربة. بينما الأحمر العُماني، أو “برازيل الخليج”، فسيقاتل بكل قوة لعدم تفويت الفرصة وتسجيل اسمه في مصافّ الكبار، مستفيدًا من جيلٍ رائع قد يكون الأفضل في تاريخ الكرة العُمانية.
نعم، الكل قريب من بعضه، ولا توجد عوائق تمنع أيًّا من الفرق الستة من التأهّل. لكن تبقى ظروف المباريات، وعطاء اللاعبين، والحالة المزاجية عناصر حاسمة في تقرير مصير التأهّل. وحتى ذلك الحين، دعونا ننتظر ونتأمل من سيكون “فرس الرهان” في هذه التصفيات الصعبة.