الكأس – حسن آل قريش
بعد أكثر من أربعة عقود على أول مواجهة جمعت بين المنتخبين السعودي والإندونيسي عام 1980، والتي انتهت بثمانية أهداف كاملة دون رد، تعود المواجهة من جديد، ولكن هذه المرة في واحدة من أكثر المحطات حساسية في مسار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
فعلى ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، مساء الأربعاء، تتجه الأنظار إلى الأخضر السعودي وهو يخوض اختبار الملحق الآسيوي أمام خصم عنيد ومتجدد يبحث عن مفاجأة تاريخية، بينما يسعى السعوديون لتثبيت أقدامهم في طريق المونديال وردّ الاعتبار بعد الخسارة المفاجئة في نوفمبر الماضي.
المنتخب السعودي بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد أكمل استعداداته بخطى ثابتة بعد سلسلة من المعسكرات القوية، آخرها في التشيك، حيث خاض مباراتين وديتين انتهتا بفوز على مقدونيا (2 – 1) وتعادل مع التشيك (1 – 1).
ويدخل الأخضر المباراة مكتمل الصفوف لأول مرة منذ بداية التصفيات، في إشارة إلى جاهزية بدنية وفنية عالية.
رينارد يركّز على اللعب بأسلوب هجومي متوازن مع استغلال الأطراف والكرات الثابتة، مستفيداً من الانسجام الكبير بين عناصر التشكيلة التي تشكلت من أعمدة المنتخب خلال العامين الأخيرين.
كما خاض الأخضر تجربة تنافسية قوية في بطولة الكأس الذهبية (الكونكاكاف) التي أُقيمت في الولايات المتحدة خلال شهر يونيو الماضي، ضمن خطة إعداد تهدف لرفع مستوى الاحتكاك الدولي. ونجح المنتخب السعودي في بلوغ الدور الثاني بعد أن حلّ وصيفاً للمجموعة الرابعة، حيث فاز على هايتي (1-0)، وخسر أمام أمريكا (0-1)، وتعادل مع ترينيداد وتوباغو (1-1)، قبل أن يودّع البطولة من ربع النهائي بعد خسارته أمام المكسيك (0-2). تلك المشاركة منحت الجهاز الفني فرصة مثالية لاختبار جاهزية اللاعبين ورفع نسق الأداء قبل موقعة الملحق الآسيوي.
من الجهة المقابلة، يعيش المنتخب الإندونيسي حالة من التفاؤل بقيادة مدربه الهولندي باتريك كلويفرت، الذي يسعى لصناعة التاريخ مع فريق يضم مجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، أبرزهم راجنار أورتمانغوين، توم هاي، جوي بيليوبسي، وكيفين ديكس. ويعتمد المنتخب الإندونيسي على التنظيم الدفاعي الصارم والانتقال السريع من الخلف للأمام، في محاولة لمباغتة الدفاع السعودي.
الملعب سيشهد احتشاداً جماهيرياً هو الأكبر في التصفيات الآسيوية، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد الحضور سيتجاوز 60 ألف متفرج.
وقد أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم نفاد دفعات التذاكر الأولى والثانية خلال ساعات من طرحها، في مشهد يعكس حماس الشارع الرياضي وثقته بقدرة الأخضر على العودة القوية وحسم بطاقة التأهل إلى المونديال للمرة السابعة في تاريخه.
