نصير الزيدي يكتب:” حمّى الإقالات.. طالت ستة منتخبات”

في عالم كرة القدم يبقى الاستقرار التدريبي من أهم عوامل النجاح، ولعلّ التجارب كثيرة والأمثلة واسعة، حيث سيبقى السير أليكس فيرغسون، مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، مثالًا حيًّا وأسطورةً لن تتكرر في مسيرة الاستقرار، إذ مكث المدرب الاسكتلندي أكثر من 27 عامًا حقق خلالها عشرات البطولات.
ولو نظرنا إلى الحدث الأبرز هذه الأيام، وهو تصفيات ملحق مونديال 2026، لوجدنا أمرًا غريبًا ربما لم يحدث سابقًا على مستوى القارات الست، حيث أقدم عدد من الاتحادات المشاركة في التصفيات على إقالة مدربيها، فمنهم من أُقيل في منتصف المشوار، ومنهم من تم الاستغناء عنه بعد نهاية التصفيات.
وفي مجموعة جدة، كان المشهد واضحًا:
فقد أقدم الاتحاد السعودي على إقالة العجوز الإيطالي روبرتو مانشيني واستبداله بالفرنسي هيرفي رينارد، فيما استبدل الاتحاد العراقي مدربه الإسباني كاساس بالمخضرم الأسترالي أرنولد، بينما أطاح الاتحاد الإندونيسي بالكوري الجنوبي شين تاي يونغ وعيّن الهولندي الأسمر كلويفرت.
ولن نذهب بعيدًا، ففي مجموعة الدوحة استبعد الاتحاد القطري لكرة القدم مدربه الإسباني لويس غارسيا وعيّن مكانه مدرب ريال مدريد وإشبيلية السابق جولين لوبيتيغي، كما أقال الاتحاد الإماراتي مدربه البرتغالي بينتو وعيّن مكانه الخبير الروماني كوزمين، وأخيرًا، أقال الاتحاد العُماني مدربه الوطني رشيد جابر واستبدله بالعجوز البرتغالي كارلوس كيروش.
ما حدث يعد مصادفةً عجيبة وغريبة، إذ لم يسبق على مدار التصفيات السابقة أن شهدنا هذا الكم من الإقالات والاستبدالات بين المدربين، لكن ما حصل قد حصل، واليوم نحن على أعتاب مرحلة جديدة وحاسمة. الجميع أعاد ترتيب أوراقه وجهّز أسلحته، ورأى في التغيير ضوءًا في نهاية النفق.
فمن يتأهل ستكون عملية التغيير بالنسبة له منطقية ومباركة من الجميع، ومن سيفشل حتمًا سيتحمل اللوم على هذا القرار.