حسين البراهيم يكتب:”بروح اللاعبين”

في فترة من الفترات، يحتاج المنتخب إلى الصبر حتى يتشرب اللاعبون تكتيك مدربهم. وفي أخرى، ما إن تنتهي مرحلة الصبر، يأتي المستوى المقرون بتعليمات المدرب التي فهمها اللاعبون بما فيه الكفاية. لكن، في وقت من الأوقات، لا يحتاج المنتخب سوى إلى الروح القتالية، فهي من تصنع الفارق.
في هذه المرحلة الحاسمة للتأهل إلى كأس العالم عبر الملحق الآسيوي، لن ينفع منتخبنا، ولا حتى يفيده البتة، سوى اللعب بروح الوحدة بين اللاعبين. وقد اتضح ذلك جليًا في مباراة إندونيسيا، التي قطَعنا من خلالها نصف المشوار نحو المونديال. ولم يتبقَ إلا الحسم في مباراة العراق.
ما كان يميز مدربنا الفرنسي هيرفي رينارد هو استغلاله لعامل التحفيز وشحذ همم اللاعبين. قبل عودته، كان المنتخب يعاني من تأثير ما حدث مع الإيطالي روبرتو مانشيني بعد استقالة الأول بطريقة مفاجئة. وحينما عاد رينارد، لم يحتج إلا إلى فترة قصيرة حتى استعاد المنتخب نتائجه الإيجابية، وتوازنه، ووضعه الطبيعي.
نأتي لما هو أهم في المباراة الهامة المقبلة مع العراق. أدري أن البعض يعيش حالة خوف بناءً على ما حدث مع إندونيسيا، بعدما تقدموا علينا بهدف مبكر من ركلة جزاء. لكن الإيجابي في الأمر هو رغبة اللاعبين، الذين استشعروا المسؤولية، وتحملوا الصعاب. لقد لعب الجميع من أجل الشعار الأخضر، وأخلصوا له كل الإخلاص. وعلى هذا المنوال، تكتمل فرحتنا، بحول الله، بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا.
ليس غريبًا أن نرى لاعبًا مثل فراس البريكان يتألق ويسجل هدفين في مرمى المنتخب الإندونيسي؛ فقد أصبح لاعبًا في قمة النضج، وهذا أمر متوقع ومطلوب منه. لكن ما أبهر الجماهير الرياضية هو التألق الملفت للموهبة الشابة والقادمة بقوة، صالح أبو الشامات، الذي سجل هدف التعديل. يؤكد أبو الشامات أن المنتخب للاعب الأجهز، حتى لو كان الأصغر سنًا، ويرد بذلك على الأصوات التي كانت تقول إنه لم يعد لدينا مواهب كالسابق!
ختامًا: التأهل إلى كأس العالم مفرح ومبهج لنا، لكنه ليس إنجازًا مسجلاً. وفي حال تأهلنا، لن نرضى إلا بالوصول إلى أبعد مدى من حدود النجاحات.