حقق المنتخب السعودي خطوة مهمة في طريق التأهل للمونديال العالمي، بعد فوزه الباهر على المنتخب الإندونيسي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة ماراثونية لم يكن فيها المنتخب الإندونيسي صيداً سهلاً، إذ كانت الندية حاضرة في ربع الساعة الأولى من اللقاء، قبل أن يفرض الأخضر سيطرته التامة على مجريات اللعب، ويستحوذ على زمام الأمور، ليصل إلى الشباك الإندونيسية مرة واثنتين وثلاث، ويبقي على آماله العريضة في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا وكندا والمكسيك.
قدّمت المباراة النجم صالح أبو الشامات كعنصر فعّال في صفوف الأخضر، حيث ظهر بصورة مشرفة في أول ظهور رسمي له بشعار المنتخب، وقدم أداءً مميزاً ينبئ بمولد نجم موهوب سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب.
ساهم أبو الشامات في الفوز الكبير بإحرازه هدف السبق بقذيفة يسارية لا تُصد ولا تُرد، كما صنع العرضية التي أسفرت عن ركلة الجزاء التي أحرز منها العازف الماهر فراس البريكان الهدف الثاني، بينما تصدت العارضة لتسديدة ثالثة له كانت في طريقها لهدف رائع.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير للنجم الواعد جهاد ذكري الذي قدم أداءً دفاعياً مميزاً، وتصدى بشجاعة لعدد من هجمات المنتخب الإندونيسي.
بلا شك، فإن كل نجوم الأخضر كانوا على قدر المسؤولية، إذ تغلبوا على الإرهاق والضغوط، ووضعوا شعار الوطن في قلوبهم، فكان الفوز المستحق الذي جعل الأخضر قاب قوسين أو أدنى من التأهل، ولا يفصله عن الحلم سوى عقبة المنتخب العراقي، والتي بإذن الله لن تكون عصية على الصقور الخضر.
(( دبوس ))
الخروج عن النص الذي صدر من النجم محمد كنو في لقاء إندونيسيا، وحصوله على بطاقة صفراء بعد ثلاث دقائق فقط من نزوله، ثم تماديه في الاعتراض على قرار الحكم واستخدامه عبارة خارجة عن الروح الرياضية، ليست سلوكاً يمكن تجاوزه.
ذلك التصرف الطائش الذي أدى لطرده بالبطاقة الحمراء يجب ألا يمر مرور الكرام من إدارة المنتخب، فالنجم كنو بات صديقاً دائماً للبطاقات الحمراء، ويبدو أنه اعتاد الخروج عن النص بصورة تستوجب وقفة حازمة تحفظ هيبة المنتخب قبل كل شيء.
( حاشية )
قائد المنتخب السعودي الكابتن سالم الدوسري لم يكن في يومه خلال مواجهة إندونيسيا، إذ لم يظهر بالزخم الفني المعتاد عنه، رغم مساهمته في الهدف الأول.
لم يمارس سالم عادته في التوغل والمراوغة وتهيئة الفرص لزملائه، كما أهدر فرصة ثمينة في الدقائق الأخيرة حين انفرد تماماً بالحارس الإندونيسي وحاول إسقاط الكرة من فوق رأسه، لكن الحارس تصدى لها ببراعة وأفسد فرصة الهدف الرابع.
سالم، الذي يُعد من أهم أوراق المدرب هيرفي رينارد، مطالب بالتعويض في لقاء العراق الحاسم، لاستعادة بريقه المعهود وقيادة الأخضر نحو الحسم والتأهل المنتظر.
