التقارير والحوارات

الرياض تُشرق بمستقبل جديد:”تحول بلدي” يُقرب الأمانة والمجتمع في عاصمة الطموح

 

الكأس- فيصل الدعجاني

تتربع مدينة الرياض على عرش المدن الحيوية، فهي ليست مجرد عاصمة للمملكة، بل هي قلبها النابض ومحرك رئيسي لـ رؤية المملكة 2030. إن مكانتها العالمية وتاريخها العريق تتطلب منظومة عمل بلدي تتسم بالسرعة والكفاءة، وهو ما دفع أمانة منطقة الرياض لإطلاق برنامجها الطموح “تحول الرياض البلدي” هذا التحول يمثل نقلة نوعية تهدف إلى رفع جودة الحياة، وتجهيز المدينة للنمو المتسارع والمشاريع العملاقة التي تحتضنها، والاستعداد مبكراً لاستقبال الأحداث العالمية التي ستستضيفها.
لم يكن هذا التحول الجذري ليتحقق لولا دعم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤية وعرابها، وكذلك الجهد المباشر من صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض. الذي حول الأحلام إلى أفعال و المأمول إلى واقع من خلال إطلاقه لبرنامج “تحول الرياض البلدي” والذي جاء انعكاساً لاهتمامه العميق والمباشر بالمدينة وسكانها، وحرصه على مواكبة طموحات القيادة في أن تكون الرياض ضمن أكبر المدن العالمية وأكثرها جودة في الحياة، والذي تمحور دوره في كونه (المايسترو) الذي أشرف على إعادة تعريف منظومة الأمانة الداخلية، وتحويلها من نموذج مركزي إلى هيكل تنظيمي مرن وممكن وبسيط، وتركيزه على مبدأ اللامركزية في التشغيل، مع تطوير الممكنات التنظيمية والتقنية، ليضمن أن يكون هذا التحول ليس مجرد تغيير إداري، بل بناء نظام عمل مستدام يُعنى بأدق تفاصيل حياة المواطن، وهيكلة جديدة لخدمة أكثر كفاءة، واستبدال البلديات الفرعية لقطاعات ممكنة كبرى، لتتولى هذه القطاعات مهام التشغيل وتقديم جميع الخدمات البلدية المباشرة وغير المباشرة ضمن نطاقات جغرافية محددة، ليضمن هذا التمركز الإداري الجديد استجابة أسرع وأكثر فعالية لاحتياجات السكان في كل حي، مرتكزاً هذا التموضع على مبدأ اللامركزية في التشغيل مع الحفاظ على التخطيط الاستراتيجي الموحد.
وجاءت أبرز ملامح هذا التحول هو استحداث مكاتب “مدينتي”، والتي تُعد جسر التواصل والشراكة المجتمعية، فهذه المكاتب أو المراكز هي الواجهة الأمامية والتمثيلية للأمانة، والصف الأول للأمانة، ونقطة الاتصال الأولى مع المستفيدين، والتي تعمل على تقديم خدمات العملاء وتوحيد قنوات الخدمة، ولكن دورها الأعمق يتجلى في تفعيل الشراكة المجتمعية مع السكان، وجمع مقترحاتهم وملاحظاتهم، والتنسيق مع المجتمعات المحلية، وتنفيذ فعاليات متنوعة، وأنشطة مجتمعية مثل ورش العمل، وجلسات حوارية، ومشاريع صغيرة، ومعارض فنية، وفعاليات رياضية وترفيهية، لتفعيل روح الانتماء بين الأحياء والأمانة.
كما أن مكاتب “مدينتي” ستضاعف عامل الشفافية للمستفيدين الذي بات بإمكانهم التواصل لتقديم طلباتهم ومتابعتها بالشكل المباشر والسهل.
فمكاتب “مدينتي” ليست مجرد مراكز خدمة، بل هي منصات حاضنة للمبادرات التطوعية والفعاليات المجتمعية، فمن من خلالها سيتم إشراك السكان بشكل مباشر في عملية صنع القرار وتحسين بيئة أحيائهم، فهذا التوجه يضمن أن تكون الخدمات البلدية مصممة وفقًا لخصوصية واحتياجات كل نطاق جغرافي، مما يعزز الشعور بالمسؤولية المشتركة ويخلق مجتمعًا حضريًا متفاعلًا.
فبرنامج تحول الرياض البلدي يمثل نقطة تحوّل حقيقية في العلاقة بين الأمانة وسكان العاصمة، من خلال آليات جديدة تُركز على القرب والكفاءة والمشاركة المجتمعية، والذي سيمكنها إلى أن تتحول الرياض إلى نموذج عالمي في الإدارة الحضرية والخدمات البلدية، ورسم ملامح مدينة مزدهرة ومستدامة، ترتقي بجودة الحياة وتليق بمكانة الرياض كوجهة عالمية رئيسية ضمن مستهدفات الرؤية الوطنية الطموحة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com