الثلاثاء، تدق ساعة الحقيقة في الدوحة، حيث يلتقي العنابي القطري مع شقيقه الإماراتي في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. إنها المباراة التي ينتظرها كل بيت قطري، وكل عاشق لكرة القدم في الوطن، إذ يدخل منتخبنا اللقاء بخيار واحد وواضح: الفوز فقط، من أجل انتزاع بطاقة التأهل وتحقيق حلم الجماهير التي وقفت خلفه في كل المراحل بثقة وإيمان.
** العنابي يمتلك كل المقومات لتحقيق ذلك الحلم، من عناصر شابة مفعمة بالحماس إلى أسماء كبيرة خبرت المواعيد الكبرى كأكرم عفيف والمعز علي وحسن الهيدوس. وهؤلاء يدركون تمامًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويعلمون أن ارتداء قميص العنابي يعني القتال من أجل الوطن حتى آخر دقيقة. التاريخ أيضًا يقف إلى جانبنا، فالمواجهات السابقة تؤكد أن كعب العنابي دائمًا عالٍ في اللقاءات الخليجية الحاسمة، وأن رجال قطر يعرفون كيف يتعاملون مع الضغوط حين يكون التأهل على المحك.
** ومع الاحترام الكامل للمنتخب الإماراتي الذي يقدم مستويات مميزة، إلا أن واقع الحال يقول إن منتخب قطر قادر فنيًا وبدنيًا ونفسيًا على الفوز مع الجماهير الهادرة التي سوف تقدم كل الدعم لمنتخبها الوطني.
المطلوب فقط أن يلعب العنابي بتركيز عالٍ، بعيدًا عن التسرع أو الاستعجال، وأن يطبق تعليمات المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي بواقعية واتزان. فالمباراة لا تحتاج إلى اندفاع هجومي مفرط ولا إلى تحفظ دفاعي مبالغ فيه، بل إلى توازن وانضباط وتفعيل للضغط الذكي في لحظات الحسم.
**جماهير قطر الوفية ستكون غدًا اللاعب رقم (12)، فهي لا تحتاج إلى دعوة لتملأ مدرجات استاد نادي السد، وستكون بصيحاتها وأعلامها الوقود الحقيقي الذي يشعل حماس اللاعبين ويدفعهم لتقديم كل ما لديهم. انها موقعتنا جميعا ومباراتنا كلنا والمطلوب ان نتحد معا وان نكون كلنا في اهم مباراة في تاريخ الكرة القطرية.
*اخر نقطة..
الثقة كبيرة في رجال العنابي، والوقت حان لقول الكلمة الفصل. فالفوز غدًا ليس مجرد ثلاث نقاط، بل هو تأكيد جديد على أن قطر — الدولة التي نظمت أجمل مونديال في التاريخ — قادرة أيضًا على بلوغه مجددًا بجهود أبنئها وإصرارهم. الطريق إلى المونديال يمر من هنا، من قلب الدوحة، ومن قلوب جماهير لا تعرف سوى الإيمان بمنتخبها حتى آخر لحظة.
