لن أتحدث كثيرًا أو أُسهب في حب العراق للسعودية وحب السعودية للعراق، فهذا الأمر حقيقة واقعة لا يمكن أن يحجبها غربال البعض. وأرى أن مساندة المملكة لبلاد الرافدين كرويًا لها إرث تاريخي يمتد إلى سنوات طوال، فهل من المعقول أن ننسى مساندة معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ، الذي كان له اليد الطولى في رفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية من خلال اتصالاته وجهوده مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم، والمكتب التنفيذي في “الفيفا”، ومسعاه الجاد والحثيث لتحقيق الحلم العراقي بعودة رؤية أنديتنا المحلية ومنتخباتنا الوطنية للعب في ملاعبنا بعد انقطاع طال عقدين ونيف من الزمن.
فضلًا عن تأكيده ضرورة مشاركة أسود الرافدين في البطولة الرباعية في السعودية بمشاركة البرازيل والأرجنتين، وحضور الأخضر السعودي في ملعب جذع النخلة بالبصرة في موقعة “دارك يا الأخضر”.. هذا غيض من فيض دعم رجال السعودية وقيادتها الحكيمة للكرة العراقية.
وبالعودة إلى الموقعة المهمة التي ستجمع أسود الرافدين بالأخضر السعودي في الجولة الثالثة لحساب الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، يدخل المنتخب السعودي المباراة متفوقًا على صعيد عدد الأهداف المسجلة، مما يجعل التعادل كافيًا للصعود إلى المونديال. وفي المقابل، يدخل منتخب العراق المباراة بشعار “لا بديل عن الفوز” من أجل انتزاع بطاقة التأهل المباشر.
وستكون موقعة ملعب الإنماء في جدة ملحمة كروية بطابعٍ أخويٍ وعربيٍ خالص، سترسم فيها الجماهير العراقية والسعودية لوحة جميلة في المدرجات شعارها: العراق والسعودية.. عينان في رأس، بعيدًا عن لغة الفوز والخسارة التي ستكون حاضرة على أديم الملعب بأقدام اللاعبين، الذين سيكون أبطال أسود الرافدين ساعين وبقوة لتحقيق حلم العراقيين، والتأهل إلى كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ الكرة العراقية.
