مقالات رأي

نصير الزيدي يكتب:” كلاسيكو الخليج نكهته مونديالية”

 

لم تعد مباراة المنتخب السعودي وشقيقه العراقي منافسة عادية، بل هي بين قطبين عريقين من أقطاب الخليج العربي، وكلاسيكو مهم يجذب الجميع من حوله. فبحكم التقارب الجغرافي بين البلدين، أصبحت المباراة مثيرة يستمتع بها كل الأطراف، حتى من خارج أبناء المنطقة.
لكن هذه المرة ستكون بنكهة مختلفة تمامًا عن سابقاتها، حيث ستحدد نتيجة هذه المباراة المتأهل إلى المونديال الثلاثي 2026. يدخل المنتخب السعودي المواجهة وعينه على التأهل السابع والثاني تواليًا، مستحضرًا ذاكرة التاريخ حين كان أول فريق آسيوي يعبر إلى دور الـ16 في مونديال أمريكا، أي بين أمريكا ـ إحدى الدول المستضيفة ـ والسعودية، هناك تاريخ لا يزال عالقًا في الأذهان.
وأجزم أن أسماء الدعيع والعويران وحمزة إدريس لا تزال في ذاكرة الجميع، وسيكون إرثهم حاضرًا في جميع أرجاء الملعب.
أما المنتخب الوطني العراقي، فلن ينسى هدف الراحل أحمد راضي في مرمى المنتخب البلجيكي في الصعود الوحيد إلى مونديال المكسيك 1986، وهي أيضًا إحدى الدول المستضيفة الثلاثة. إذن فالعوامل والقواسم مشتركة، والآمال والطموحات لكلا الطرفين لا حدود لها.
لكن سيبقى ملعب الملك عبدالله الدولي شاهدًا حيًا، إما على فرحة سابعة للسعودية أو صعودٍ ثانٍ للعراق، ويبقى ظرف المباراة وعطاء اللاعبين هو الفيصل الحقيقي للنتيجة النهائية.

المشوار طويل امتد لأكثر من عام ونصف، شهدنا فيه الفصول الأربعة: معارك كروية، وإثارة، وشغف انتظار، بين فوزٍ وخسارة، ومعاناةٍ وارتياح، وفرحٍ وحزن. هو باختصار مشهد التصفيات الآسيوية بكل مراحلها.
تنتهي اليوم تصفيات ملحق مونديال آسيا (الملحق الثالث)، ففي مجموعة الدوحة يبرز لقاء قطر والإمارات، مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، فإما نكون أو لا نكون. قطر صاحبة الأرض والجمهور تلعب للفوز فقط، والإمارات أمام خيارين للتأهل: الفوز أو التعادل.
أما المنتخب العُماني، فسيجلس مترقبًا ويدعو أن يتغلب المنتخب الإماراتي بفارق هدفين كي يحتفل بالوصول إلى الملحق الرابع ويتجدد أمله ببلوغ مونديال 2026، وعندها سنعرف الفريق السابع المتأهل عن القارة الصفراء.
أما مجموعة جدة، فلا فريق ثالث ينتظر، إذ إن المنتخب الإندونيسي حزم حقائبه ورحل إلى بلاده وبدأ يعد الأيام لبداية تصفيات 2030، تاركًا التأهل المباشر لأقطاب الخليج: العراق والسعودية.
المنتخب السعودي صاحب الأرض والجمهور يكفيه التعادل بأي نتيجة كي يتأهل، أما المنتخب الوطني العراقي فلعبه بخيارٍ واحدٍ فقط: الفوز. وخلاف ذلك فعليه أن يشد الرحال إلى أمريكا ليكمل المشوار في تصفيات الملحق الرابع، وهي مهمة محفوفة بمخاطر السفر الطويل والاصطدام بسابع ملحق أمريكا الجنوبية.
حتى ساعات المساء، سيجلس أبناء القارة الصفراء يحسبون الساعات ليعرفوا من سيكمل عقد التأهل ومن سينتظر. وحتى ذلك الحين، دعونا نترقب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com