محمد لاشين يكتب:” الأخضر السعودي.. حين تكتب المجد الكروي بحبر التاريخ”

في مساءٍ من أمجاد الوطن، أضاءت المدرجات فرحًا، وتعانقت الأهازيج في سماء الملاعب وهي تهتف: هنيئًا للسعودية مجدًا يتجدد، وتأهلًا يليق بأرض العزّ والمجد، ها هو الأخضر، رمز الكبرياء العربي، يعود من جديد ليحجز مقعده المستحق في نهائيات كأس العالم 2026، للمرة السابعة في تاريخه، يرفع رايته الخضراء بين أمم الأرض، فيسطر ملحمة أخرى في سفر الرياضة السعودية.
لقد كان التأهل هذه المرة درسًا في الثبات، والعزيمة والإصرار؛ فبعد بداية هزيلة، أثبت “الأخضر” أنه لا يعرف الاستسلام، وأن الروح السعودية حين تحضر، تحيل المستحيل إلى ممكن.
من ينسى أداء المنتخب في مونديال 1994 حين أدهش العالم بهدف سعيد العويران الخالد في شباك بلجيكا، ذاك الهدف الذي ما زال يُروى كقصيدة مجد تتناقلها الأجيال؟، ومن ينسى شجاعة الفريق أمام عمالقة المونديال، في بطولاتٍ تلت، وليس تفوق السعودي على الأرجنتين بطل العالم في مونديال قطر والريمونتادا التاريخية ببعيد، حيث ظلّ المنتخب السعودي يمثل كرامة الكرة العربية في وجه أعتى المنتخبات العالمية؟، اليوم، ونحن نبارك لنجوم الأخضر تأهلهم الجديد، فإننا لا نكتفي بالفرح، بل نحمل الأمل أن نرى في المونديال القادم ما يُفرح القلوب ويُصلح الصدور— أداءً يليق بتاريخٍ كُتب بالعرق، وحُفر في الذاكرة بإنجازات لا تنسى، هذا المنتخب ليس مجرد فريق كرة قدم؛ إنه سفير وطنٍ يكتب تاريخه بالعزيمة، ويُسطر بطولاته بروحٍ لا تعرف الانكسار.
تهنئة من القلب لكل لاعب، ولكل مشجع صدح باسمه من المحيط إلى الخليج، وللقيادة الرياضية التي رعت الحلم حتى غدا واقعًا، وموعدنا في المونديال بإذن الله، حيث نرى الأخضر يزهو مجددًا، ويُعيد للعالم ذاك الوميض السعودي الذي طالما أسر القلوب.