الكرة السعودية

العميد بـ(فنّه) الذي عرفناه لقّن الشرطة (درسًا) لن ينساه

 

الكأس- يحيى العمودي

في أمسية آسيوية أعادتنا لذكريات الأمسيات الآسيوية الساخنة التي كانت تشهدها القارة الصفراء في سنين خلت، قدم العميد فريق الاتحاد السعودي درساً من دروسه الآسيوية القديمة حين حضر ضيفاً محاضراً على الشرطة العراقي على أرضية ملعب المدينة الدولي بالعاصمة العراقية بغداد.

وسط مخاوف من انقطاع جزئي للتيار الكهربائي حدث قبيل بداية المباراة، بدأ الشرطة العراقي اللقاء بتشكيلة مكونة من كل من أحمد باسل في حراسة المرمى، وفي رباعي الدفاع أحمد أمير الحمداني وبجواره قلبي الدفاع مناف يونس ومهدي أصحابي، وعن يسارهم أحمد يحيى.
أمامهم كمحوري ارتكاز عبدالرزاق صبيحاوي والسنغالي دومينيك مندي، وأمامهم حسين علي والنيجيري بويكر عبدالمجيد وبسام أحمد والسوري محمود المواس كرأس حربة.

في المقابل دخل البرتغالي سيرجيو كونسيساو المباراة بتشكيلة مكونة من الصربي رايكوفتش في حراسة المرمى، وأمامه رباعي دفاعي مكون من أحمد الجليدان والبرتغالي بيريرا والصربي يان سيميتش، والألباني ماريو ميتاي كظهير أيسر.
ويلعب من أمامهم كمحوري ارتكاز الفرنسي كانتي والبرازيلي فابينهو، وأمامهم كمحور ثالث متحرك المالي محمدو دومبيا، وعن يمينهم الفرنسي موسى ديابي على الجناح الأيمن، ويقابله بالجناح الأيسر البرتغالي روحر فيرنانديز، ويتوسطهم كمهاجم وهمي الجزائري حسام عوار.

بدأت دقائق المباراة المشحونة جماهيرياً بشكل سريع دون أدنى جس نبض، خاصة من لاعبي الشرطة العراقي الذين لم يمهلوا الاتحاديين كثيراً واستطاعوا في الدقيقة الرابعة من أول ضربة ركنية إحراز الهدف الأول برأسية عن طريق بسام أحمد.
عاد بعدها الاتحاديون إلى لملمة شتاتهم وسط موجة عالية من التوتر والشحن النفسي الذي مارسه لاعبو الشرطة كوسيلة ضغط لإخراج لاعبي الاتحاد من أجواء المباراة، حيث تحصل دانيلو بيريرا على البطاقة الصفراء مع بطاقة صفراء أخرى لمحمود المواس. لكن لم يلبث هذا الأمر كثيراً حتى عاد الاتحاد للمباراة بتمريرة عرضية متقنة من محمدو دومبيا إلى موسى ديابي الذي وضعها برأسه هدفاً للاتحاد معادلاً النتيجة 1-1 في الدقيقة 17.

استمرت بعدها المباراة سجالاً في وسط الملعب وسط محاولات متعددة من الفريقين لأخذ الأسبقية وفرض السيطرة على منتصف الملعب، إلا أن خبرة لاعبي الاتحاد كانت لها الكلمة العليا بدءاً من الألباني ميتاي إلى فابينهو ودومبيا وانتهاء بالثنائي ديابي وعوار، والتي أسفرت عن هدف ثانٍ مستحق في الدقيقة 28 عبر ركلة حرة مباشرة نفذها بإتقان البرازيلي فابينهو معلناً تقدم العميد بنتيجة 2-1.

لم يتوقف لاعبو الشرطة ولم يرفعوا الراية البيضاء، فعادوا بقوة وسط تحفيز جماهيري كبير لمحاولة إدراك التعادل قبل نهاية الشوط، وكاد أن يكون لهم ما أرادوا بقذيفة ارتطمت بالعارضة وسقطت على خط المرمى متجاوزة إياها بشكل يوحي بأنها هدف ثانٍ للشرطة، لكن غرفة تقنية الفيديو (VAR) حسمت الجدل بأن الكرة لم تتجاوز بكاملها خط المرمى ليستمر اللعب حتى انتهى الشوط الأول بتقدم الاتحاد 2-1.

دخل مدرب الشرطة المصري مؤمن سليمان الشوط الثاني بتبديل واحد بإخراج بوبكر عبدالمجيد وإدخال محمد ياسين في محاولة للضغط العالي على لاعبي الاتحاد من أجل إدراك التعادل، وكان له ما أراد من حيث الضغط العالي، إذ استطاع أن يوقع دفاع الاتحاد في المحظور بارتكاب خطأ جسيم على حافة منطقة الـ(18) تسبب به دانيلو ليتحصل على بطاقة صفراء ثانية ويُقصى بالبطاقة الحمراء في الدقيقة الرابعة من عمر الشوط الثاني.

مباشرة قام البرتغالي كونسيساو بإعادة ضبط الفريق عبر إرجاع فابينهو كقلب دفاع، واللعب بكانتي ودومبيا كمحوري ارتكاز، مع إخراج روجر وإدخال المتحرك السريع أحمد الغامدي، وظهرت التعليمات واضحة باللعب على المرتدات مستغلاً تمريرات دومبيا وميتاي الطولية السريعة إلى ديابي الذي أرسل تمريرة حاسمة لعوار ليسجل ثالث الأهداف في الدقيقة 59.

حاول لاعبو الشرطة العودة للقاء وسط تبديلين آخرين أجراهما مدرب الفريق بإدخال كلاً من حسين جبار وأحمد فرحان بدلاً من حسين علي وعبدالرزاق صبيحاوي، على أمل تقليص الفارق، لكن دفاع الاتحاد كان بالمرصاد لكل المحاولات العراقية التي لم يحالفها الحظ، خصوصاً كرة محمد داوود الذي أضاعها من على خط المرمى.

ووسط كل هذه المحاولات، خطف عوار كرة مرتدة ومررها للمنفرد موسى ديابي الذي أعادها له ثانية، ليودعها عوار في الشباك مسجلاً رابع الأهداف في الدقيقة 75.

مع هذا الهدف شعرت جماهير الشرطة بصعوبة الموقف وبدأت في مغادرة المدرجات، بينما استمر الاتحاد فارضاً سيطرته وكان قريباً من تسجيل الخامس لولا القائم الذي تصدى لكرة أحمد الغامدي. ليعلن بعدها الحكم الإماراتي محمد العلي نهاية المباراة بفوز الاتحاد السعودي بأربعة أهداف مقابل هدف واحد للشرطة العراقي، محققاً فوزه الأول وثلاث نقاطه الأولى، فيما تجمد رصيد الشرطة عند نقطة واحدة.

مؤمن سليمان: فروقات في الجودة

عبر مدرب الشرطة العراقي الكابتن مؤمن سليمان عن حزنه لما آلت إليه نتيجة المباراة، مشيراً إلى وجود فروقات كبيرة في الجودة الفنية بين لاعبي فريقه ولاعبي الاتحاد، لكنه أبدى رضاه عن مستوى فريقه.

كونسيساو: هدف الشرطة سبب الانطلاقة

من جانبه، بارك البرتغالي سيرخيو كونسيساو للاعبي فريقه وللاتحاديين هذا الفوز، معتبراً أن هدف الشرطة المبكر ساهم في إعادة الأمور إلى نصابها وإعطاء اللاعبين تركيزاً عالياً في اللقاء. ورداً على سؤال حول عصبيته الزائدة، أوضح أنها ليست عصبية بل روح قتالية يبثها في اللاعبين لإشعال حماسهم طوال .

فيما حقق الفرنسي موسى ديابي جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد تسجيله هدفاً وصناعته لهدفين، وأكد في المؤتمر الصحفي سعادته بهذا الفوز، مشيراً إلى أن الفريق يقف صفاً واحداً ويثق في بعضه البعض لتعويض غياب أي لاعب رغم تأثير غياب بنزيما وبرغوين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com