يعقوب آدم يكتب :” خواطر سريعة”

لم تعد الكرة العربية مجرد رقم هامشي أو «تمامة جرتق» في المنافسات العالمية كما كانت من قبل، فها هو المنتخب المغربي الشقيق يتوّج نفسه بطلاً لكأس العالم للناشئين بعد فوزه على المنتخب الأرجنتيني بهدفين نظيفين حملا توقيع نجمه ياسر الزبيدي، في مباراة سطرها التاريخ الرياضي العالمي بأحرف من نور في سجلاته، لما قدّمه أشاوس المغرب من أداء بطولي أذهل العالم، إذ أنزلوا هزيمة تاريخية بأحد أفضل المنتخبات العالمية وهو منتخب الأرجنتين.
هذا الإنجاز يؤكد أن الكتوف قد تلاحقت بين العرب والأوروبيين، وانتهت تلك الفوارق الفنية التي كانت تفصل بين الكرة الأوروبية والعربية، بعد أن استأسد منتخب المغرب على الأرجنتين وحصد اللقب العالمي من تحت أقدامها، كأول منتخب عربي يفوز بكأس العالم للناشئين تحت 20 سنة.
وكان قد تخطى منتخب فرنسا بركلات الترجيح (5-4) في نصف النهائي، وبذلك يفتح منتخب المغرب الطريق أمام كل المنتخبات العربية لتوسيع طموحاتها والتحرر من روح الإقليمية الضيقة إلى آفاق العالمية الرحبة، فليس هناك ما يحول بين العرب والطموحات العالمية، فقد مضى زمن المشاركة من أجل المشاركة الشكلية بلا طموح.
(حاشية)
أثبتت الكرة أنها لا تعرف كبيراً ولا تعترف بالنجومية الزائفة والأسماء الرنانة، بقدر ما تعترف بالبذل والعطاء ونكران الذات، والتغلب على النفس، والإخلاص للشعار الذي يزيّن الصدور، ونزع الخوف والرهبة من القلوب عند مواجهة المنتخبات الأوروبية أو منتخبات أمريكا اللاتينية.
وعندها تنتفي كل الفوارق الطبقية والفنية التي تفصل بين المنتخبات الأوروبية والعربية، وهي الجزئية التي أكدها أشاوس المنتخب المغربي في مواجهتهم المثيرة أمام الأرجنتين، ومن قبل أمام المنتخب الفرنسي.