إبراهيم البارقي يكتب: ” ظهور محرج”

الاحتراف هو صناعة اللاعب وصقله في اغلب المجالات منها المهارة والسلوك والانضباط والوعي،حيث أن لاعب كرة القدم الحديثة، واعني المحترف ينظر إليه في صورة متكاملة لاتقوم على الموهبة وحدها لصناعة نجم محترف.
الجمهور الرياضي اليوم يتابع اللاعب في ثقافته الشاملة وليس فقط من خلال تمريراته وأهدافه،ويرصد كل تفاصيله داخل الملعب وخارجه، في تصريحاته، وتفاعلاته، وحتى في صمته ، لقد أصبح اللاعب شخصية عامة، تمثّل صورة بلد وجماهير، وصاحب تأثير يتجاوز حدود الرياضة.
في الايام الماضية خرج أحد اللاعبين المحترفين بتصريح محرج جدا وعلى هامش احدى المناسبات تم استضافته لحديث رياضي كروي تزامن مع تأهل بعض المنتخبات العربية إلى بطولة كأس العالم، ليفاجأنا برأيه الغريب عندما ذكر أن ذلك التأهل يعود إلى تطور كرة القدم في بلده، وهو ماجعل تلك الكلمات تتوهج في مواقع التواصل وتسير بها الركبان وهو ما فُسّر لدى كثيرين من تدني ثقافة اللاعب وافتقاره لكيفية التعامل والظهور في وسائل الإعلام، ربما لم يكن يقصد الإساءة، لكن وقع التصريح كشف غياب اللباقة الإعلامية والوعي بالسياق.
هذا النوع من المواقف يسلّط الضوء على مفهوم غائب لدى بعض اللاعبين ثقافة الاحتراف،فالموهبة وحدها لا تصنع نجمًا،كما يجب، وانما بمعرفة مقومات كيف له أن يكون لاعباً واعيًا فنيًا، ناضجًا اجتماعيًا، ومُدركًا لحساسية ظهوره الإعلامي.
تصريح واحد قد يفتح بابًا للسخرية والتهكم على شخصية اللاعب وحدود معارفه وقدرته على اقناع الناس اثناء ظهوره امام الكاميرات.
يجدر القول بأن اللاعب المحترف هو من يعرف أن الكلمة مسؤولية، وأن صورته التي يرسمها تتمثل في سلوكه واحترامه للآخرين،ومن المهم أن يدرك أن ما يُقال يُحاسب عليه كما يُحاسب على أدائه داخل الميدان.
كرة القدم بحاجة إلى نجوم يجمعون بين التميّز الفني والنضج الشخصي، يدركون أن البطولة الحقيقية تمثيل القيم، واحترام المنافس، وإدراك أن النجومية مسؤولية لا تُختزل في داخل الميدان ولكن هي جوانب اخرى تُبنى على الوعي، والاحترام،والتواضع